مقالات متنوعة

أنا وطفلي الحلقة الرابعة المعلمة الأم

وقت النشر : 2022/06/14 08:39:25 PM

بقلم: شيماء كساب

 

الأم هي المدرسة الأولى للطفل

تعد الأم المدرسة الأولى التي يخطو فيها الطفل أولى خطواته نحو تكوين خبراته المعرفية والوجدانية والمهارية، فعلى سبيل المثال انتساب لغته الأولى لأمه حيث يطلقون عليها اللغة الأم، التي تعلمها الطفل من خلال أمه التي كانت بالنسبة له مجتمعه الأول الذي خالطه وتفاعل معه وتأثر به ويأتي بعد الأم بقية الأسرة التي تؤثر في صفاته وكينونته وطبيعة سلوكه.

 

المجتمع الأولي هو لبنة بناء الطفل الأولى

وتبدأ المشكلة الحقيقية حين ينتقل طفلنا إلى الاختلاط مع المجتمع الخارجي، ويتمثل ذلك المجتمع الأولي في الروضة التي تعد بيت الطفل الثاني، والذي يجب أن تتوفر فيه كل سبل الطمأنينة والراحة
التي كان ينعم بها وسط أسرته، في بعض الأحيان وبمجرد أن يمر على الطفل فترة زمنية في الروضة نجد بعض الأمهات تسأل هذا السؤال:

– لماذا تغير سلوك طفلي؟
– طفلي لم يكن عدوانيًا، ولكنه أصبح عدوانيًا..
– طفلي لم يكن يكذب، ولكنه أصبح يكذب..
– طفلي لم يكن عصبيًا، أصبح عصبي..
– طفلي لا ينتبه وتركيزه أصبح ضعيفًا..
– طفلي ينسى بكثرة وتأخر عن أقرانه  في التعليم..
وتبدأ تتساءل عن حل لمشكلات طفلها السلوكية والعقلية التي تضعها في دائرة لن تنتهي، ألا وهي اللجوء لمراكز نفسية لتعديل السلوك وتنمية المهارات

ما وراء كواليس المشكلة

ولكنها لم تبحث عن سبب المشكلة، فكرت في طرق العلاج ولم تفكر في الأسباب، ومن الجائز جدا أن يكون طفلها طبيعيًا جدًا، ولكنها لم توفق في اختيار المكان المناسب الذي سيوفر لطفلها الراحة والطمأنينة.

لم تكن المعلمة أمًا، ولم تحتويه، لم تبذل جهدا معه حتى تعالج نقط الضعف، وتحفز نقط القوة، بل من الممكن أن تكون سببًا في زعزعة ثقته بنفسه، وتكون السبب في تكوين عقدة لن تحل بسهولة.

 

اختيار البديل المناسب مسؤولية كبيرة

ونصيحتي لكِ سيدتي أن تتريثي في اختيار بيت طفلك الثاني، ومن ستكون بديلة لكِ في ذلك البيت، أن تستمعي لطفلك وتصدقي ما يقوله، أن تعززي دوما ثقته بنفسه، وعليكِ أن تعلمي أن هناك فروق فردية بين الأطفال، من الممكن أن يكون طفلك ضعيف في جانب ما، ولكن مؤكد أنه قوي في جانب آخر، وابعدي طفلك عن المقارنات، ويجب أن تكون داخلك قناعة واحدة أنه ليس ذنبك وإنما ذنب معلمة لم تكن أم، معلمة لم تكن كفء، لم تحفظ الأمانة، طفلك ليس بحاجة لجلسات تعديل سلوك أو تنمية مهارات، طفلك فقط يرغب أن تنتقي له أسرته البديلة التي يقضي معها معظم يومه.

وفي الآخير شكرًا لرحابة صدوركم، مع وعد بحلقة جديدة عن قريب من سلسلة حلقات “أنا وطفلي”.

زر الذهاب إلى الأعلى