المرأة بين واجبات البيت وضغوطات العمل
بقلم: رؤوفة مكرم
حقوق المرأة بين الفطرة وطبيعة الحياة
قبل آلاف السنين واستجابة للحياة اليومية، قرر سكان الكهوف تنظيم الحياة فيما بينهم؛ فكان الرجل لقوته البدنية عليه الجانب الغذائي الذي يعتمد على الصيد البري، وكما يستلزم المنطق على أن يكون دور المرأة داخل المنزل، ومع الزمن ترسخت فكرة أن المرأة مكانها العمل في المطبخ والمنزل.
ومع اختلاف وتيرة الحياة، أصرت المرأة على أن تجد لنفسها دورًا ومكانة في المجتمع، وأن توازن بين العمل والأسرة وإعطاء كل جزء حقه، ورغم أن هناك سيدات يتعرضن لضغوط كبيرة من أجل ذلك التوازن والوصول إلى المعادلة السليمة، وتشير الدراسات والبحوث أن السيدات العاملات هن الأكثر سعادة، والتي تعود بدورها على حياتها الزوجية وعلى أبنائها.
إن خروج المرأة للعمل جعلها تثمن قيمة الوقت وتتحمل ظروف الحياة والمصاريف جنبا إلى جنب مع الشريك.
الحياة الزوجية شعارها المشاركة
نعم، قد تتأثر الحياة الزوجية بعمل الزوجة وقد يؤدي إلى تفكك العلاقة، إلا إذا كان هناك مشاركة من الزوج والأبناء لها في المنزل فالكل بمركب واحد.
وفي وسط كل هذا عليها أن تحرص على العناية بنفسها لشحن طاقتها، وهي فقط المسؤولة في تحديد الإيجابيات و السلبيات من عملها، وألا تنسى في خضم عملها أن الإنجاز الأكبر في حياتها هو تربية أبناء صالحين منتجين لخدمة المجتمع، فكون المرأة عضو في المجتمع، فيجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، وكونها تقوم بالأعمال المنزلية لا يلغي دورها الاجتماعي، ففي ظل حالة التقدم التي تشهدها المجتمعات تحتاج كل الجهود والطاقات المجتمعية.
واجب المجتمع تجاه المرأة
ومن هنا يجب أن نعزز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها مثل التقاليد والأعراف الاجتماعية التي تلغي كيان المرأة، وتفرض عليها التبعية للرجل، وبعض القوانين والأنظمة المجتمعية التي تعيق تحقيق المرأة لذاتها.
إن المرأة نصف المجتمع من حيث التكوين، وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين، فهي تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطوير والتحول في المجتمع.
