أدبي

مجرد حياة

وقت النشر : 2022/06/18 04:20:18 PM

مجرد حياة
بقلم: لينا الجزائرية

مجرد حياة

بين آهات الضمير الموحشة، وجروح القلب النازفة، وطيات الكتاب المشقوقة يُكِن لنا القدر الأحقاد النابعة من الحياة، فها هو الغني لا يشكو المصاعب. ها هو الفقير يبقى منبع الشقاء، فكيف لا يشكو المتاعب وهو الآن تنزع أشلاء جسده كأوتار العود. لا يجد مكانا يريحه ولا يؤويه غير بيت الله يغنيه ودموعه المنهمرة كانت قد أخذت سبيلها، ولكنه يحمد ربه الآن رغم كل ما جرى له من أحداث مؤلمة.

وهنا، تطرح عليه الأسئلة. فكيف يفعل هذا وآخر يلعن نفسه؟ فيجيب: ربي ابتلاني. وهو أعانني، فكيف ألعن خلق الله وأرضى بإذلاله! أنا أحمده لأنه يوجد من هو أسوأ مني، وقلبي قد فطر، ولكن إيماني أعلى راية فوق الجبال.

توقفت الألحان النابعة من قلب عاشق لخواطر مكبوتة من صدر رضيع الحيَاة. فتدفقت به نحو صحراء الخلاء، فالليل علت صيحاته، والقمر قلت أنواره، والموتى عطشى للحياة، والأحياء عكس ما قيل ونقل. وقدر الإنسان أن يعيش بين جدران الحيَاة الموحشة والمظلمة التي ترسم كوابيس من الواقع.

نعم، حياتنا مجرد كابوس لعين. فهي مخيفة بقدر ما هي مثالية، أجل، مثالية من جميع النواحي، وهذا ما يجعلها استثنائية بعض الشيء، فتنقل لنا صورا مرعبة لتذكرنا في كل مرة أننا مجرد ضيوف سنرحل بعد مدة.

الصورة رسم الكاتبة لينا الجزائرية

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى