أدبي

الشاعر الحزين

وقت النشر : 2022/07/13 03:40:06 AM

الشاعر الحزين

بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك

 

شجرة عالية، ونسيم عليل

وخضرة وماء، وقلبي الجميل

يقودهم طريق متلوٍ ساعة الأصيل

اجتمعا على سطور قصيدة

لشاعر لا زال يذكر طفولته

لا زال يغني للنيل

يحلم بعالم رائع في خياله

قد اندثر، لم يبقَ من أثره سوى القليل

أسير الفضائل، لا زال ينشد الحب والهوى

ضاع منه، لم يجده، ربما رحل

وهو كما هو، متعب الروح ذليل

شاعر أتعبه الزمان الذي لا يشبهه

ولا يجد من يشاركه همومه

وهو من حرفته عليل

هاجر

يا هاجر الطاهرة

أيتها الأم الصابرة

والعنيدة، المثابرة

راحت تسعى بين الصفا والمروة سبعا

رباه! طفلي أضناه العطش، ونحن في صحراء

أين -يا رب- الماء ليشرب ابني، وأشرب مثله؟

ليس في صدري لبن، فمن عطشي صار خواء

أين -يا رب- الماء؟

وتعود خائبة كسيرة، الطفل ينبش في الرمل، ومن يديه المباركة يتفجر الماء، ومن هول ما ترى تحيطه بسياج من رمال.

رباه، ما هذا الجمال!

تملأ كفها، وتسقي وليدها

اشرب يا قرة العينين

لن نضيع في هذا الخواء

فحامينا هو رافع السماء

هو رازق كل الأحياء

وهو باعث الضياء

ما أجمل العطاء حين يكون من رافع السماء!

لو تهنا لن نضيع، ولن نموت

لأننا نملك من الدعاء ما يغير الأقدار

يجعل عتمة الفجر نهارا، جزيل العطاء

ربنا، رب كل الأشياء

يا هاجر الطاهرة، لن تضيعي مرتين

لن تموتي، ووليدك سيحيا في بهاء

ويصير بفضل ربه من السعداء

ويحمل الخير، كل الخير

لأنه كريم، لأنه عظيم

يحمل بين جنباته قلبا سليما كله نقاء.

يا إنسان 

يا إنسان

هذه الدنيا كد، وتعب، وهوان

وشقاء، وعناء، وأحزان

ونفاق، وخداع، ومكر شيطان

لا تسعَ فيها للبغي

ولا تأتِ فيها بظلم مهما كان

فغدًا تموت وتنتهي

وتصبح من كل شيء عريان

وتقف لحساب الخالق الرحمن

فاتبع الفضائل، واجعل قلبك واحة أمان.

الشاعر الحزين
الشاعر الحزين

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى