أدبي

غيمة الحياة

وقت النشر : 2022/07/30 10:15:32 AM

غيمة الحياة

بقلم: ميادة منير

الكون ثائر تحت ألوان مظلتي، يتهاتك منفردًا، يريد أن يحلق بعيدًا وراء تلك الغيمة المسيرة لقدر من أقدار الله، خافت هو ظلها، لا تكاد عين القلب الآثم تراها إلا وأغلقت جفون الصبر رغم أنه يفتح أبواب الغنيمة كلها تلك الساعة!

نأثم ونثأر ويجري الغضب مجرى الدم حتى ينصبّ في الفؤاد قاتمًا مموجًا متلاعبًا بنا.

لو أن أحدًا أماط هوىً في النفس جرت عادة رياحه على الحلول سريعًا دون توقف، دونما مكوث في أرض الإرادة، وبغير أن يفقد مسمى ذوي الألباب في كمال اللب!

أيتها الغيمة المسرورة المتفانية..اهدأي، علني أقتات منك شيئًا يصوب إلى الآخرة أسهمي، أو يطلقها بسرعة البرق نحو الطمأنينة الحقة التي استبدلتعا المترادفات بالزائفة، أو أخمد قليلًا حتى تعودين في نفس الآونة في شتاءٍ مقبل.

لا جرم أن من توهب له الحياة سيجلس على كرسي الموت ليذق طعمه، ليردد صوته:

-يا حياة هلمّي أشبع غايتي منك، أزود الباقون عليك صبابة التقى، أترصد كل واقعة وأكشف حكمة البلوى، وأصب ثانية في كأسك..مياه الصبر.

سلمت أمنياتك أيها الكون القابض على جمر التخفي، المنزلقة عرباته تحت منحنى العادات المتعجرفة المنساقة وراء الأجيال دون تمهلٍ أو اعتبارٍ أو ترويض لوحوشها البرية!

ولا سلمت آلامك إن لم نتخذها عبرة تُحاكي موعدنا الغارب عن أوجه الدنيا الممهدة طرقها للسوء وللكرب.

مهلًا يا غيمتي البائسة المسكينة صورتك على وجه بحيرتي، لا تقربي إن لم يكن في القلب مستقر ومستودع لك، فالروح ترمق حياته من وراء الحجب.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى