جاءت الهجرة النبوية في حقبة زمنية تتوسط فترة الرسالة التي حملها المصطفى صلى الله عليه وسلم. والتي كانت فى العام الرابع عشر من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بتكليف من المولى عز وجل.
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” سورة الأنفال، الآية 30
أمر الله عز وجل النبي وأصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة. لأن مكة لم تكن بيئة مناسبة، خصبة لنشر الدعوة، بينما كانت المدينة مؤهلة لذلك، وذلك بعد أن أسلم معظم القبائل. وكان اليهود في المدينة ينبئون أهلها بأنهم في زمن تخرج فيه النبوة، وقد كانوا مستعدين لاستقبال الرسول المنتظر.
نتائج الهجرة النبوية:
– من أهمها توحيد كلمة العرب، بعد أن كانوا متفرقين. ألف الإسلام بين قلوبهم. ونقلهم من ظلمة الجهالة إلى أنوار العلم والهداية. وعلمهم أن الدين يقرب بين المسلمين، فصاروا أخوة يتقاسمون الأرزاق، حتى الديار والأموال. ومنهم من الأنصار من عرض أن يقتسم نساءه مع اخيه الذى هجر كل ما يملك لنصرة لدين الله.
كما بين لنا الله تعالى فى قوله: “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” سورة الحشر، آية 9
– تمكن المسلمون من ممارسة شعائر الإسلام بعد بناء مسجد قباء، وكانوا في مكة يمارسونها سرا، أما فى المدينة مارسوها علنًا وهم مطمئنون، وبدأ انتشار الدعوة.
– بناء جيش إسلامى قوى يحمى الدعوة، فقد أنشأ عمر بن الخطاب ديوان الجند، وقام بتسجيل أسماء الصحابة من المهاجرين والأنصار، وجعل لهم رواتب ولأسرهم ينفقون منها.
وحال الأمة الإسلامية اليوم يحتاج إلى استلهام الدروس والعبر من هجرة المصطفى، لإعادة مجدها ومكانتها، وكيف عزز الإسلام قيمة الإنسان، وحدد العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، وكيف تصان العهود والمواثيق بين المسلم وغيره، والوفاء بالعهد، فقد كانت الهجرة نقلة زمانية ومكانية، استوجبت نقل الإنسانية من ظلمة الجهالة إلى أنوار الهداية، فهى ذكرى تستحق الاحتفاء بها والاستفادة من دروسها..
فقه الغذاءأبريل 8, 2022
