أدبي

قراءة نقدية في عناصر فن القصة

وقت النشر : 2022/09/11 10:58:29 PM

قراءة نقدية في عناصر فن القصة (١)

كتب: مصطفى نصر

القصة هي مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب سواءً من الواقع أو الخيال، أو الواقع الممزوج بالخيال. وتنمو وتتطور من خلال السرد (الأداة الأساسية) تارة، والوصف تارة، والحوار بين الشخوص أبطال القصة تارة.

تحتوي على شخصيات رئيسية على رأسهم بطل القصة. وأخرى ثانوية ذات أدوار قصيرة، لكنها ذات وظيفة هامة في كشف جوانب من النص، يشترط أن يكونوا أشخاصًا أقرب للواقع، وليسوا خارقين لعادة البشر الطبيعيين.

وتمتد في فضاء زماني ومكاني يجب أن يكون محصورًا على مدى قصير في القصة القصيرة من حيث الزمان وأماكن وقوع الحدث. وممتدًا في القصة والرواية. وقد يشمل عدة أجيال كما رأينا في رواية “ليالي الحلمية” و”ثلاثية نجيب محفوظ”.

كان يشترط في القصة سابقاً بداية ووسط ونهاية، تبدأ من بداية الأحداث، ثم تتسلسل من الأقدم للأحدث. كما رأينا هذا في النماذج الأولى مثل روايات عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم ويحي حقي، و”وا إسلاماه” لعلي أحمد باكثير. ولكن في العصر الحديث قل الاهتمام بهذه الشروط الصارمة، حيث يمكن أن تبدأ القصة من نهاية الأحداث ثم يعود الكاتب عن طريق (الفلاش باك) لبداية الاحداث لاحقًا، ودونك في هذا النموذج رواية “اللجنة” لصنع الله إبراهيم، و “سيرة المنتهى” لواسيني الأعرج، و”موسم الهجرة للشمال” للطيب صالح.

النهاية المفاجئة

تبدأ القصة ببداية هادئة ثم تتطور الأحداث لتصل للقمة أو مايسمى بـ”العقدة” أو “الحبكة القصصية” ثم يبدأ الحل وتبدأ العقدة في انحلال عقدها عقدة تلو الأخرى إلى أن ياتي الحل في نهاية الأحداث.
لكنا في العصر الحديث شهدنا روايات وقصص ذات نهاية مفتوحة. يترك فيها الكاتب للمتلقي تخيل النهاية المناسبة للأحداث. وتزيد متعة القصة وتشويقها كلما كانت القصة ذات نهاية مفاجئة لم تخطر على ذهن القارئ. وقد رأينا النهاية المفاجأة والمثيرة لقصة “أصحاب الجنة” في القرآن الكريم في الآيات (١٧- ٣٣) من سورة القلم. إذ شرحنا من قبل الآيات بالتفصيل عند حديثنا عن الخيال. وما يهمنا هنا النهاية المفاجئة لقصة أصحاب الجنة إذ “طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون” لعلها صاعقة من السماء “فأصبحت كالصريم” كالليل حالك الظلام.

وتنقسم القصة إلى ثلاثة أنواع: هي الرواية، القصة، والأقصوصة (القصة القصيرة). ثم جاءت في العصر الحديث القصة متناهية الصغر، أو القصة القصيرة جدا، وكسرت قيد النمطية، وأثارت الجدل بين النقاد. إذ تمتاز بالتركيز الشديد. وبعض نصوصها قد لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أسطر. حيث يرى الناقد المصري محمد هندي أنه يمثل اليوم ساحة كبيرة، ينسج في فضائها كوكبة من الكتاب المجيدين، بغض النظر عن الموقف النقدي الذي ربما ينظر إلى فن القصة الحديثة من خلال عيني الرواية والقصة القصيرة. ثم جاءت القصة القصيرة جدا لتعلي من حرية الكتابة طالما كان هناك دافع وراء ذلك. فالأصل – من وجهة نظري- ليس بكون العمل قصة أو رواية. فهذا أمر شكلي ربما يختلف فيه النقاد. إنما الأصل ماذا قدم لنا هذا العمل؟ وإن كان هذا السؤال تقليديا إلا أنه –فى تصوري- سيبقى دائما له اليد الطُّولى في عملية الإبداع. فعلينا أن نترك المبدع حرا في اختيار قالبه الفني طالما يقدم لنا إبداعا له قيمة وهدف. وأعتقد أن فن القصة القصيرة جدا على الرغم من بساطة شكله إلا أنه قادر على فعل ذلك.

ولكل فن من هذه الفنون قواعده وأطره الفنية الخاصة. سأتناولها في عشرة مقالات قادمة بالتفصيل والنماذج الموضحة بإذن الله تعالى.

قراءة نقدية في عناصر فن القصة بقلم مصطفى نصر بقلم
قراءة نقدية في عناصر فن القصة بقلم مصطفى نصر

قراءة نقدية في عناصر فن القصة بقلم مصطفى نصر
قراءة نقدية في عناصر فن القصة بقلم مصطفى نصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى