أدبي

الأنثى

وقت النشر : 2022/09/22 12:16:58 AM

الأنثى

بقلم: مي إبراهيم القاضي

خُلقت من ضِلع أعوج لتستقِم بها الحياة. إنها الدفء والطيبة ومن كل صعب طوق نجاة.

إنها الأنثى.. وكيف لدورها أن يُنسى؟

بحر عطاء بلا حدود. ووقت الجد رجل بمعنى الكلمة. وبروحها تجود، لا لحب الذات والأنا في قاموسها وجود.

إنها الأنثى لبحر حياتك الثائر مرسى. تحملت، تحملت وتحملت من أجل أن تستقيم حياة زوجها. من أجل صلاح حال أبنائها. نسيت ذاتها من أجل كائن آخر تيقنت أنه أهم منها. حين يصل هو لمرامه فقد حققت كل ما تتمنى.

رضيت واختارت أن تنطفئ هي من أجل أن تنير أنت -برعمها الصغير- لتكون نجمًا مشعًا في سماء عمرها ينعكس نورك عليها فتنير هي من جديد.

قَد تتحمل ما لا يطيقه أعتى الرجال. وقد تأخذها الدنيا فتتلاشى مظاهر الجمال لتترك الأيام بصمتها وتأخذ منها ما تأخذ، لكنها وبكل هدوء وصدق لم ولن تستطيع إلا العطاء؛ لأنه ببساطة فطرتها.

قد تتحمل ضغوطًا ليس لها نهاية، وعندما ترى وجهها تتبدل في لحظاتٍ ملامح العبث بالابتسامة. الابتسامة التي تعطيك أملًا في غد أفضل. في مستقبل مشرق. في فجر يحطم ظلام الليل لينبثق منه شعاع حب يضيء لنا الحياة.

لا تتعجل في الحكم عليها عندما تسمع صراخها وثورتها.. فأنت لا تدرك كم مرة حاولت في صمت وفشلت وتغلبت عصبيتها عليها. لاتدرك مدى مايحمله كتفها الرقيق من هموم، لو وضعتها أرضا لزلزلت الأرض ثقلاً.

كلمة طيبة ترضيها.. وابتسامتك في وجهها عن الدُنيا تُغنيها.

قد تعود بها عقود من الزمن بكلمة صادقة يشعر به قلبها الرقيق. وقد ترسم خطوطًا وتجاعيدًا عجز الزمن عنها بكلمة تجرحها.

رفقا بالقوارير كما أوصانا الحبيب المصطفى. ورفقا بقلب تحمل دون أن يتألم.. أو يبوح ويتكلم.

رفقا بها، فعندما تستقيم… تستقيم بها الحياة.

الأنثى بقلم: مي إبراهيم القاضي
الأنثى
بقلم: مي إبراهيم القاضي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى