أدبي

رحَّالة

وقت النشر : 2022/10/04 05:37:53 PM

رحَّالة

بقلم: أمل أمين الخولي

هادىءّ أنت!
صامتٌ متعجرف، قاس، أهوج
ساكنٌ أنت!
كالبحر وقت السحر
وأنا طفلةٌ
قلبي قلب طفلة، روحي روح طفلة، أحلامي أحلام طفلة
ضحكاتي وبكائي، هذياني وجنوني
شقاوتي، خجلي، وهروبي
طفلة أنا
أحبو داخل عالم الأساطير
بين السطور والكلمات
وبين أبيات الشعر، مجنونة بالشعر
وعلى شاطىء حناياك، وبراحتيك؛
همست لأصدافك المزركشة بألوان طيفك
وأودعتك أماناتي، أحلامي، آمالي، وطموحاتي،
ولفظت أسراري، وخيباتي، وذكرياتي
وأخفيتها في رمال قصائدك
بين سطور أبياتك وموازين كلماتك
وتعلقت بيديك
لنمضي معًا في الطريق بثقة ويقين، معك وفيك
وفجأة!
.التفت، ولم أجدك!
اختفيت دون تحذير أو إنذار يا صديق
فمضيت، مضيتُ وحدي
مضيتُ أسعى في الطريق
أبدأ حياتي بكل عزمٍ بي يليق
كان التحدي هو عهدي الوثيق
وبذلتُ أقصى الجهد، وبصدقٍ عميق
أهيمٌ حرًّا في الفضاء كالطير الطليق
لا يرديني خوف أو شيءٌ يعيق
فتراني كالإعصار في قلب الحريق
لا أخشى غير الله أبدًا يا رفيق
وعشتُ ممتنًا قنوعًا، وذا خلقٍ أنيق
لكنها الدنيا
لا يُمتهن فيها من اتخذ النفاق طريق
و يهون عليها من على الدرب العتيق
فاقتصت جناحيّ صبري لأستفيق
ووجدتُ الكون على نفسي يضيق
وهويتُ كأوراق الشجر في فجٍ عميق
وصِرتُ في ربيع العمر بلا بريق
ووسط الوجود صرختُ لأستغيث كما الغريق
ولا حياة ولا نجاة للقلب الرقيق
فعدتُ مهرولًا لأجدك يا صديقي
بعدما رأيتُ دنيانا بوجهها الحقيقي
عُدت بعد غُربتي
وسط أهلي وأحبتي
جئتك أستعيدُ أمانتي
لأعود لوحدتي وسكينتي
لأجدك
خدعتني، أوهمتني، خذلتني
ونسيتُ
أن مع إطلالة أول شعاع شمس
ستعود أمواجك وتثور بلا رحمة ولا شفقة
فأغرقت آمالي وأحلامي
وطموحاتي وأفراحي وضحكاتي
وتركت لي آلامي وزلاتي
وذِكراك يا صديقي مع ذكرياتي
لأُكمل بذكراك معي أسوء انهزاماتي
وخيباتي وانكساراتي
شكرًا يا من كنت صديقي.

رحَّالة بقلم: أمل أمين الخولي
رحَّالة
بقلم: أمل أمين الخولي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى