أدبي

لا تخذل نفسك

وقت النشر : 2022/10/13 04:51:23 AM

لا تخذل نفسك

بقلم: فاطمة غريب

لقد اعتدت تلوين جدار أمانيَّ المهترىء، وحاولت أن أَبدع في رسم الأحلام، مرت على قلبي أيام كشفرةٍ حادة قطبت الجرح،

فانتعلت الحلم من جديد، وافترضت حُسن النوايا، وآمنت بالمكسورين مثلي، ورممت إحداهن، بينما خذلتني في النهاية.

كنت أجبر كسرها فتجرحني الكسور وأبتسم، أركض إليها كلما أصابتها حمى الفراق عن من تحب، وبني في خلدي أنني أقرب إليها من روحها،

وظننت أن منزلها مأمني ومستقري، لم أكن أعلم أنه عندما يدق الفرح أجراسها ستعيدني للظلام، وأنني لن أكون من المدعوِّين لنُتمِّم عهودنا بالبقاء سويًّا.

أصابني الغضب، والتفّ حول رقبتي الاكتئاب؛

لم تكن الوحيدة التي أحببتها فخذلتني، أنام كل ليلة وأراني في حلمي مرتين، فأصفع نفسي الأخرى. كان الحلم مرعبًا وكأنه يريد أن يوصِّل لي غياب ما غيب عني.

لقد كنت وحيدة بما يكفي بعدما تركتني، أغلقت على نفسي وروحي حتى علمت أنني من خذلني. أجل، خذلت نفسي بنفسي، وطعمت روحي بضعفي؛

نحن الذين نخذل أنفسنا عندما نرتقي بتوقعاتنا في أن يعاملنا الآخرون كما نعاملهم؛ لأن الآخرين ليسوا مسوخًا لنا، فلكل طريقته في التجاوب مع الأحداث، ولكل منا لون من الحب، وطرف قريب من القلب.

أن يكون أحدهم أقرب إليك من رئتيك لا يعني بالإلزام أنك تقع في نفس المرتبة، نحن لسنا قضاة لنحاكم من لا يعطوننا نفس المكانة،

أنت تخذل نفسك يوميًا عندما تعتقد أنك يجب أن تبحث عن نصفك الآخر لتكتمل، لأنك لست نصفًا، وليس بالضرورة أنك ستكتمل بأحدهم.

لم نخلق منقوصين، خلقنا لنتكامل، لا لنكتمل. أجل، هناك فرق بينهما، أن تتكامل يعني أن يشد عضدك بأحدهم،

لا أن تلغي عضدك وتنتظر عضده كي تتكىء عليه بقوتك، نحن كائنات ضعيفة، لن يتحملك أحدهم للأبد.

الحياة مشاركة، فلا يجب علينا أن نعامل الآخرين بأنانية، إما أن يكونوا لنا، أو نبتعد عنهم ونحن نحمل في قلوبنا لعنة الغضب.

لا تخذل نفسك، كن قويًا بنفسك، تجاوز الصعوبات وحدك، وأشرك من يحبك في بعض الأمور،

لكن لا تصب عليه سخطك، وحزنك، وألمك فتحترق روحه ويرحل عنك، ثم تلعنه. أتعرف لماذا؟ لقد أخبرتك مرارا؛ لأنك وحدك من تخذل نفسك.

لا تخذل نفسكلا تخذل نفسك
لا تخذل نفسك

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى