أدبي

لا شيء

وقت النشر : 2022/11/05 02:32:48 PM

لا شيء

بقلم: صلاح نخلة

إنها المرة الأولى التي أتحدث فيها بصدق عن ذلك الجسد الذي أسكنه. ففي الظلام وحين ينام أنسل من أذنه أو أنفه. أخرج للشرفة لأستنشق الهواء الطلق بعيدا عن دخان السجائر وغبار الوسائد، إن ذلك الممدد على فراشه ليس إلا كومة من الخطايا والآثام. ولو أني أستطيع لقطعت بأسناني حبل الحياة السُّري الذي يربطني به. لكنني من آسير ولا أمتلك فكًّا ولا أسنانًا!. حاولت أن أوسوس له بالانتحار لكنه جبان لا يقوى على فعل شيء، مللت من بكائه المتواصل وحديثه لنفسه -أقصد إلي- مملت من ألا أحدًا يريده.

ففي كل مساء وددت لو أنني أمتلك يدان حتى أخنقه وهو نائم؛ فهو لا يكف عن الأنين وكأنه جرو دهسته سيارة وابتعدت.

الليل كئيب بهذه الغرفة ولا شيء سوى تلك الذكريات التي يلوكها ويخزنها بفم عقله كما يخزن القوت. منذ أسبوع أو أكثر لا أتذكر. كان يشكوا إليّ أن أحد رفاقه قد رآه في الطريق وأشاح بنظره وهو يتأفف. ظل يبكي تلك الليلة حتى نام.

لا أدرى ما الذي يجعله يستمر بهذه الحياة؟ سوى أنه أضعف من أن يحيا أو يتجاهل أو يموت.

هل هناك أشد بؤسا من ألا تقوى على الموت؟!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى