أدبي

صوفيا

الجزء(٤)

وقت النشر : 2022/11/14 10:37:55 PM

صوفيا

الجزء (4)

بقلم: مونيا بنيو

حدث مالم تتوقعه!
وجاء من سكن أغوار قلبها وكسر كل كبريائها،
فمن غير الطبيعي كيف شغلها صدى صوته فيم امتلكها!
اتجهت للجامعة كعادتها بالرغم من أن خالتها كانت تلاحظ صمتها وانعزالها، وفور خروجها، كانت هناك سيارة تترصدها، تسارعت دقات قلبها، كانت تريد أن ينقذها أحد مما يحدث بداخلها، لكنها كانت تسير على مهل.
عرض عليها أن يتحدث إليها ويوصلها لكنها لم تأبه به،
وأتمت سيرها لأنها لم تغفر له مافعل بها، ولم تنس هجومه الجنوني في المرة السابقة. فماكان عليه إلا أن يبتعد أمام الحشد الهائل من الطلاب في مكانها
كان يتوقع كل هذا منها.
لم تكن على مايرام، أصرت على الخروج متجهة لبيت خالتها، كانت منشغلة بهذا المجنون الذي يطاردها،
استغربت خالتها عودتها، قصت عليها تهديدات هذا الشاب ومايحدث لها فضحكت خالتها كثيرا
وقالت : ربما يكسر جليد قلبك هذا المتهور ويرتاح قلب والدك.
ماهي إلا ساعات حتى اتصل والدها بها أنه في طريقه إليها احتارت في سبب حضور والدها في رغم أن الأسبوع في بدايته بالرغم من علمه بدراستها فما كان عليها إلا الذهاب معه فور وصوله
كان حديثه هذه المرة ليس متساهلا ولا لينا بل قاسيا:
-عليك أن تستعدي هذا المساء؛ سيزورنا صديقي مع ابنه لخطبتك، لقد أعطيت كلمتي ووعدي وانتهى الأمر.
-ما الأمر الذي انتهى يا أبي؟
-لقد أعطيت كلمتي، آسف يا ابنتي أنت لا تعرفين مصلحتك.
استغربت كثيرا لتصرف والدها.
فور وصولها البيت استفسرت عن ما يحدث مع والدتها
-ابوك أدرى بمصلحتك؛ فالشاب ابن صديقه، والعائلة معروفة، وستكونين بنفس المدينة قريبة من والدك، وستعيشن في يسر.
-ولكن يا أمي!
قالت:
-كفى دلالا.
اتصلت فورا بخالتها فما كان جوابها إلّا ألف مبارك صوفيا، بكت كثيرا ليلتها، كانت أكثر ذبولا ولم تأبه لما تستعد له والدتها، ولا لكل أنواع الحلوى التي أعدتها.

حان موعد وصول العائلة مع ابنها، اتجهت الوالدة لتساعدها في التحضيرات، وما الذي سترتديه ابنتها، تفاجأت من ابنتها لقد كانت نائمة، أيقظتها وطلبت منه الاستعداد لاستقبالهم، فهم على الطريق ووبختها لمبالغتها المفرط في الدلال، رغم ما يبذل والدها من أجلها.

كانت عيناها منتفختان من بكائها؛ فقد نامت وهي تبكي،
وصل الخطاب، استعجلاها والديها، ارتدت لباسا عاديا دون أن تتزين، وبتسريحة شعرها المعتادة واتجهت إلى الصالون، ألقت التحية وجلست ذابلة حزينة دون أن تنظر في عيون خطابها.
بعد أن جلست نظرت إلى الشاب نظرة فضول، وإذا هو نفس الشاب الذي كان يطاردها!
-كأنك لم تنامي صوفيا؟
تسارعت دقات قلبها، إنه هو، أجل هو!
شردت طويلا لم تصدق، استأذنت واتجهت لغرفتها، حاولت أن تتماسك و تلون قليلا ملامحها، وتضيف لمسات لشعرها.
قتلها الفضول لما يحدث واضطرب قلبها فرحاً، ماهذا الشعور الغريب؟ وما هذه السعادة التي سكنت قلبها حين لقياه؟
اتجهت للمطبخ لتحضر أطباق الحلوى، لقد تعطر طريق قلبها برائحة الإعجاب لهذا الشاب الذي هو اليوم جالس إلى جانبها الذي كسر كل قيود قلبها وأقفاله.
وهذا ما ينبغي لها وكأنها تريد اكتساحها وهذا ما كانت تريده.
أجل صوفيا تريد غزو واكتساح وثورة لكل كيانها و مشاعرها وهذا ما استطاع فعله هذا المغرم بها
تساؤلات كثير تتزاحم بداخلها
وفرحة عارمة تمكنت من قلبها لقد احست باطمئنانها، ولامست الفرحة قلبها
يتبع..

صوفياالجزء (4) بقلم: مونيا بنيو
صوفيا
الجزء (4)
بقلم: مونيا بنيو

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى