سيشرق وجهي
بقلم: عزت أباظة
أتمتع بمهارات الدبلوماسية، وأجيد التعامل مع الكوارث
أعيش الحزن كما يليق به وكما يليق بي.
أعيشه حتى ينتهي ويفرغ ثم أغسل وجهي وانتبه لنفسي.
من مهارات البقاء عندي أن أحزن بتطرف وبشدة وغلظة ومبالغة؛ حين أجدني مجبرا على حزن لا مهرب منه، فإنني أواجه مصيري بشجاعة، وتحزن نفسي وروحي ما وسعها الحزن.
أستقبل الأحزان بوجهي مقبلا غير مدبر، أعيش الهموم وأتعايشها وأختبر بعنف كل تداعياتها.
تتشح ملامح وجهي بشارات الحداد
لا أجد عندي روح الدعابة حين أعيش هذا الواجب المقدس، لا أتنصل من القدر ولا أهرب من الوفاء بالفواتير، إن كان في كشف الحساب بكاء بكيت، وإن كان هلعا تفجعت وذعرت، ولو كانت ضريبتي يأس وإحباط دفعت، ولو وجدت في نفسي حرفا يريد الخروج أفسحت له الطريق حتى لو كان في البوح ما يجعلني ضعيف، لا أكترث أبدا لرأي الناس، يكفي أن البوح صمام أمان يقي من انفجار لا داعي له.
أنا رجل أتحرى العدل ما استطعت.
حزين لكن مظلوم وليس لدي الشعور بالذنب.
قضيتى عادلة، ودفعي فواتير الحزن بانتظام يجعلني خفيف الحمل، سليم النفس، غير معطوب ولا مكسور.
إن هو إلا يوم أو بعض يوم أقضيه في هلع وذعر وشتات
يليق بطفل ثم أعود إلى نفسي.. وتعود نفسي إلى
القتال في دمي.
لكن أنا جندي فاشل سيء التدريب ضعيف التسليح؛ خسرت الحرب وأصبت بجراح وانسحبت ثم مت جراء إصابتي.
مع بعض مرونة سوف أبعث من جديد بين الرفات مثل العنقاء جالبا معي نفسي ودعابتي وروحي
وبعد دفع ديوني الثقيلة من الهموم والأحزان سوف يشرق وجهي بالسعادة مرة أخرى، وينتظم إيقاعي من جديد.
بقلم: عزت أباظة
