أدبي

وعد بالرحيل

وقت النشر : 2022/11/23 11:45:49 PM

وعد بالرحيل

بقلم: عزت أباظة

ألتمس هذا الشيء الذي يحول بيننا، السعادة على شكل دائرة من أجزاء، لكن ينقصنا منها جزء، وهناك أمر مفقود بيني وبينك يمنعنا من الاندماج. أنت مخطوف مني. هناك ما يشغلك عني، وتحب أن تضع لي حدودًا وتجبرني على التزامها. أنت تضعني في منزلة عجيبة. فلا أنا بالصديق البعيد المحايد. ولا أنا توأمك، ونصفك الآخر الذي تنام وتصحو عليه. أنت لا تحب اقترابي منك، لكنك أيضًا لا تحب فراقي. حين أنذرتك بالوداع شعرت بهلعك فتراجعت. فهل تراني طبيبك الحنون الذي يملك علاجك، أم أنني مجرد شيء يزيح عنك الملل في بعض أمسياتك؟

التراضي بيننا صعب مع إصرارك على تحجيم الأمر وتقييده. والوصول إلى حل وسط هو أمر مستبعد. تعبت من شرح الأمر لك. لا أظنك تحب خروجي منك، لكن أنا متأكد أنك تمنعني من الدخول. فهل تريد لي أن أبقى في منطقة انعدام الوزن؟!.

كان الأولى أن يكون الحديث بيني وبينك، لكن كيف وأنت تمنعني منك فأضطر لمخاطبتك به في العلن؟

لك عندى تشبيه يسهِّل عليك الأمر، أحب أن أكون منك مثل الماء لا مثل العطر. اجعلني مثل الماء لا غنى لك عنه في يومك، ولا تجعلني مثل العطر تحتاجه عند اللزوم. لو فشلت في حل الأمر على نحو يرضيني ويرضي طموحي فيك، فسوف أشعر بالأسى على عذابي فيك بلا طائل.

أصبحت مثلك للأسف، وأنت السبب. أنا الآن أعاملك بمنطق التاجر الجشع الذي تبنَّيْته أنت قبلي. فامنحنى نفسك كي أرتاح، وإلا سأمنع نفسي منك لترتاح أنت. ينبغي أن تشعر بالقلق من تلك الكلمات التي قرأتها؛ فما كتبتها إلا لأني أنتظر ما يكون رد فعلك عليها. فإن لم أجد صدىً لكلامي، فسوف أعتبره تأكيدًا لظنوني وهواجسي داكنة اللون، مُرَّة الطعم.

وعد بالرحيلبقلم: عزت أباظة
وعد بالرحيل
بقلم: عزت أباظة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى