أدبي

لومٌ وعتاب

وقت النشر : 2022/11/28 12:05:17 AM

لومٌ وعتاب

بقلم: عزت أباظة

والآن أنا أكتب لنفسى وليس لك، لن ترى ولن تسمع تداعيات الجبل حين يجعله الأسى دكًا،
كنت رحيمًا بك حتى النهاية، كنت معك صادقًا فلم أكذبك الحديث، كنت مكشوفًا أبيض اللون ناصع الكلام، كنت، وكنت، وكنت، فلم يستوعبني عقلك، ولم يسعني قلبك، ولم تتحملني روحك.

إحساسي بك كان خانقًا، ضاغطًا، شديد الوطأة. كنت أغمرك بطعم السكر بإفراط وكرم مبالغ حتى مللتني ومللت السكر. أوقاتي معك كانت بلون المعاناة، كنت أتألم من لهفتي عليك، وأتوجع من خيبة أملي فيك، وقد تملكني الهلع حين نظرت إليك تبيع بسهولة وتنسى ببساطة.

لا يليق بنا الآن إلا أن نحزن حزنًا نبيلًا، حزنًا لا شكوى فيه، كان الأولى بي أن أجلدك عقابًا لك، وأن أجعلك غرضًا لسهام المعاني السامة التي امتلأ كياني بها منك، كان الأولى بي حسابك حسابًا عسيرًا، لكن أنا أشفق عليك مني فلست نِدًّا لي، ما كنت لأقتلك بجملة سخيفة كما اعتدت أنت أن تفعل معي، لن أقوى على الخوض في صراعي معك مجددًا، أنت الآن تقبع في ركن ما من ذكرياتي، لن أفتش ولن اتحرى البحث؛ فقد انتهى الأمر. وقد جلدت نفسي نيابة عنك حتى رضيت. أنا بك رحيم في البداية والنهاية. وستبقى صورتي في داخلك. وسترى عيونك دائمًا أنني أجمل الناس عشرةً، وأحسنهم أخلاقًا، وأشدهم حرصًا عليك.

لومٌ وعتاببقلم: عزت أباظة
لومٌ وعتاب
بقلم: عزت أباظة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى