أدبي

رحيل

وقت النشر : 2022/11/30 10:45:32 PM

رحيل

بقلم: عزت أباظة

كانت بيننا فجوة من عدم الفهم المتبادل. كنت تفهم حبي لك ضعفًا فأمعنت في إيذائي. وأنا كنت أفهم تجاهلك دلالًا وصنعة فبالغت في الصبر عليك.
حين كنت أمنحك بكرم. ظننتي من الملائكة، فحاربتني بقلة الاهتمام، والصد، والنكران، والجحود؛ ظنًا منك أن الملائكة شديدو التسامح وتحملهم بلا حد. لكنني لست ملاكًا، ولا شيطانًا، أنا بشر. لو كنت ملاكًا ما كنا افترقنا، بل كنت سأبقى، وأتحمل، وأتسامح، وأغفر. ولو كنت شيطانًا لكنت عاقبتك بما تستحق جزاء ما فعلته بي وبقلبي الذي أحبك. فلم يشفع له عندك هذا الإحساس الطيب نحوك.
في داخلى ملاك بالفعل جعلني أبتعد عنك دون أن أجرحك كما جرحتني. وفي داخلي بشر لم يتحمل ظلمك واستخفافك فغادرك بصمت.
وفي داخلي شيطان لم يرضَ أن أغادرك إلا بعد إفحامك بالكلام ولومك بأشد العبارات حِدة.
تعرضت لضرر بالغ منك. خسارتي لك هينة فلا أذكر لك إلا الألم. لكن خسارتك لي فادحة. لقد تركت لك جميلًا، وأنت تعلم أني لا عوض لي ولا بديل.
ذق من الألم كما ذقته أنا. وعض على أصابع الندم حين ترانى بخير بدونك.

رحيل بقلم: عزت أباظة
رحيل بقلم: عزت أباظة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى