أدبي

فرار

وقت النشر : 2022/12/05 11:24:04 PM

فرار

بقلم: زليخة زلاقي

عبثًا حاولت الفرار، وسُدى قررت الرحيل، وكم حزمت مشاعري، وصبابتي، وَجْدي، واستكانتي، وكم غَلَّقت أقفال فؤادي وأوصدتُها المرة تلو المرة، والكَرة عقب الكَرة بُعَيْدَ طعنات هجرك.
ولَكم كَففت لآلئ مدامعي المنهالة على وجنتَي التي أضحت محرَقةَ تجاهلك، تغافلك، وتغاضيكَ. لطالما ضمدت نياط فؤادي المخضب بدماء روحي المكلومة، الصارخة، الجاثية على قارعة جبروتك، وليتك تسمعُ أو تعقلُ أو ترأفُ.
لحظة قدسية تجلت فيها أنايَ وكينونَتي، وهذا كبريائي يَؤُزني كي أنتزعك من شغافي، وأعيد لي رتابتي وصلابتي، لحظة استفاقةٍ من غياهب قبضتك وغيبوبة ملكوتك وسلطانك.
وبينا أنا ألَملِمني وأستجمع قوايَ المنهكة منك وبك، يَغشى مسامعي صدى أنفاسك المتأنية. تَصمُّ آذاني سيمفونيات كمانك الذي أسمعتنيه ذات لقاء. وها أنا مغمضة الجفن أعود وألوذ بك بعد الفرار منك. أرمي حُزني وصلابتي، وأرتمي بين يديك.
وكشادن تهادى سأتراقص. وليشهد الملأ رقصاتي وضحكاتي وعنفواني. وليشهدوا مقصلة لحظتي القدسية التي أوهمتني للحظة أني سأفر منك، لا بل إليك. سأحكي لك عن غباء امرأة غيداء من فرط شوقها للقاء.. أضحت محرقة.

فراربقلم: زليخة زلاقي
فرار
بقلم: زليخة زلاقي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى