أدبي

ملاك.. وذئب!

وقت النشر : 2022/12/20 04:14:25 PM

ملاك.. وذئب!

بقلم: عزت أباظة

ملاك.. وذئب!.. لم يفلح الملاك في أداء المهمة؛ كان هشا رقيقا مثل دمعة محب، كان الملاك خفيفا صادقا عاريا بلا دروع.
طعنوه جميعا وسددوا إليه نصالهم الحادة؛ القريب والحبيب والجار والصديق والزميل.
تأذى الملاك من كل من جمعته به علاقة إنسانية أيا كان نوعها، نزف كثيرا، وفقد جناحيه.
عانى الفزع والهلع، فبكى وتغير خاطره وكسر فؤاده
ثم توارى في الظل.
اختفى الملاك وبقى صوت صرخات ألمه بعض الوقت ثم تلاشت.
حل على نفسي الصمت، وخلا للشيطان المكان؛ تجسد الذئب كأضخم ما يكون، وكان أول ظهوره عواء طويل غاضب، ملأ المكان برائحته الشريرة، طغى على نفسي وتلبسني، داهمني بسطوته وسيطر على وجداني، يميل مزاجي معه للانقباض والتوتر، وبسببه أشعر بالغضب. لكن صحبته تمنحني قوة وشراسة احتاجها، تمنحني صحبته لا مبالاة أفتقدها في نفسي، تصبح معه ابتسامتي جميلة لكن قاسية!
نظرة عيوني لامعة، لكنها تفتقد السذاجة والبراءة، بل يطغى عليها نظرة من يبحث عن طريدة محتملة!
كان الملاك ضعيفا فجرحوه، لكن الذئب سيجرح كل من يقترب منه، طبع الشراسة والافتراس والرصد والترصد
مزاج الصيد؛ الانتباه الفائق لما يدور، والحواس المرهفة. عيونى على كل الناس؛ هم جميعا فرائسي المحتملة
أراقبهم بصمت وصبر، وأنتظر لحظة الثأر!

ملاك.. وذئب!بقلم: عزت أباظة
ملاك.. وذئب!
بقلم: عزت أباظة

زر الذهاب إلى الأعلى