أدبي

شق فى الحائط

وقت النشر : 2022/12/26 02:14:24 PM

شق فى الحائط

بقلم: شيماء عبد المقصود

وعلي هامش الحياةيسلك البعض حياةً أخرى غير التي يسلكها الآخرون على الصفحة البيضاء الشاسعة، فهؤلاء الهامشيون
واجهوا معيشتهم وفقًا لمحاورَ هم من وضعوا قوانينها ليُطبق علي صغيرهم قبل كبيرهم فيجتازون بها كل العوائق دون الحاجة لمن يمُد لهم يد العون لأنهم مهما هاج صوتهم أو ماجَ صراخهم لن يلتفت إليهم أحد ليُغيثهم.
ولأنهم يعلمون قدر حجمهم جيدًا اعتنوا بأنفسهم قدر المُستطاع حتي لا تنََشَّب بينهم وبين سالكي
الصفحة البيضاء صراعٌ دُنيويٌّ من أى نوعٍ قد يكونُ ذاك الهامشُ خليةَ نحلٍ دبت فيها الحياة الكاملة الكامنة دون تدخل أحدٍ فى منظومها ولأنهم من قرروا أن يكون هذا
موطنهم وتقبلوا واقعهم الذي لا يطلعُ عليه أحد إلا خالقهم وكفى.
ولو اتبعت سيرهم ستجد نفسك أمام مجرد قرص صغير الحجم يكادُ أن يكون عالقاً بإحدي فروع شجرة، أوركناً في حُضنِ جبلٍ لم يتوصل إليه أحد بعد !!
فبالنسبة لهم هذا هو عالمهم اللامحدود كما يتراءى لهم.

أو قد يكون مثلًا جيشَ نملٍ غزا شق حائط أو اتخذَّ من بعض شقوق الصخور مستوطنٌا لهم، فليس هذا كل ما يشغلني
وحسب!
فأكثر ما استدعى تأمُلي هى كلمة” جيش” فهذه
الكلمة في حد ذاتها تحملُ معانٍ كثيرة الصور، وما يحوي مضمونها العسكري، وما تستحوذ من قوةٍ، كأسلحةٍ لحمايتها وقواد، وجنود بإختلاف مسؤليتهم فى حدود أماكنهم المخصصة لهم فكلُّ ذلك لو وضعَ فى كفةٍ مقارنةً لكفة ذاك النَّمل الضئيلِ الحجم المُتراص خلف بعضه البعض، تلك الحشود الحاملة على ظهرها مؤونة فصل كامل لتكفي حاجة جيشها إياه.
بالتأكيد الفرق واضح وكبير بين هاتين الكفتين، لكن سبحان من دبر وتولى أمرهم
ومنحهم تلك القوة الخارقة بالرغم من ضآلتهم فهذا هو عالمهم يصولوا ويجولوا فيه كما يتراءى لهم .

وحقيقة الأمر أن هناك من البشر كأشباه المهمشين إياهم سواء أكان بمحض إرادتهم أم رغمًا عنهم ففي كلتا الحالتين هم من اتخذوا القرار لكن عليك أن تحذر كشف غوامضهم!! أو يُخيل إليك أن تنتهك حرمة قلوبهم أو تخدش حياء انعزالهم، فلكل خبيئةٍ
هادئةٍ مخالبَ متوارية تنقض في الوقت المناسب.
فلا يغرنك الغوغاءُ على الصفحة البيضاء فهناك على الهامش
من يعمل فى صمت !!

يقول الدكتور مصطفى محمود:لماذا يسرق الناس بعضهم بعضًا
والخيرات حولهم بلا حدود والأرزاق مطمورة فى الأرض تحت أقدام من يبحث عنها؟ ؟
ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه..
كريم لا يكف العطاء؟؟

شق فى الحائطبقلم: شيماء عبد المقصود
شق فى الحائط
بقلم: شيماء عبد المقصود

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى