أخبار مصرمقالات متنوعة

الطلاق موضة العصر

وقت النشر : 2023/02/05 11:55:01 AM

الطلاق موضة العصر

بقلم: دعاء الشاهد

لقد تفشى الطلاق كظاهرة جلية وكأنه مرض ينتشر في المجتمع، ورغم تعدد أسبابه واختلافها إلا أنه في تزايد مستمر، فأصبح وباء يصيب الأسر حتى تسقط مغشيا عليها، فنجد أن هناك مجموعة من العوامل تتضافر حتى تجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلة منها العنف والشك والفقر وعدم التفاهم.

وهناك من يسعون لتدمير الأسرة لأنها النواة الأساسية للمجتمع، ونلاحظ ذلك من خلال الإعلام الممنهج الذي يضرب بشدة على الكيان الأسري ويسبب الوقيعة بين الزوج وزوجته لإفساد العلاقة بينهما حتى تنتهي بالطلاق.

وللأسف، لا يؤثر الطلاق على الزوجين فحسب، وإنما له تأثير بالغ على الأولاد؛ فنجد أن الطلاق يؤثر على مستوى الأبناء دراسيًا؛ حيث أنه يجعل تركيزهم مشتتًا، ويؤدي إلى حدوث خلل شديد في الجانب السلوكي لهم، فيصبح الأبناء أكثر عدوانية وتمردًا، ويشعرون بفقدان الثقة بسبب الوضع الذي أصبحوا فيه.

وقد يصاب الأبناء أيضًا بالخوف والاكتئاب والتوتر، فينزوون على أنفسهم ويميلون إلى الانطوائية والعزلة وكأنهم هم سبب الانفصال، كما يفقدون القدرة على التواصل مع من حولهم، وفي بعض الأحيان نجد الأبناء يلجأون لتعاطي المخدرات في سن مبكر للهروب من واقعهم المؤلم، ومع مرور الوقت قد يصل الأمر إلى ارتكابهم بعض الجرائم كالسرقة.

وعند الانفصال نجد أن كلا الوالدين يحاولان أن يستميلا الابن تجاههما، مما يجعل الطفل يكذب على كل منهما وينقل الأكاذيب والأخبار بينهما حتى ينتقم منهما لأنه يعتبرهما في نظره السبب في تدمير حياته.

ولذلك يجب أن يفكر الوالدان مليًا قبل اتخاذ قرار الطلاق وإعطاء فرصة للإصلاح إن أمكن، وعليهما وضع الأبناء في الاعتبار حتى لا يضيعون ويتم تدميرهم، لأن العبء الأكبر يقع عليهم بعد الانفصال.

إن الأسرة هي أساس المجتمع، فإذا أصبحت هشة ضعيفة، يضعف المجتمع كله؛ لأنها بذلك تخرج أجيالا محطمة غير سوية، فيجب علينا اتخاذ الحيطة والحذر والحفاظ على تماسكها وترابط أركانها.

زر الذهاب إلى الأعلى