أدبي

أطلال الحياة

وقت النشر : 2023/02/14 10:24:22 AM

كتبت: عبير سعد 

 

فلترحموا ضعفي وتتركوني هاهنا

أتوسد أطلال الحياة 

أشكو إليها لوعة الروح لفقدها..

أتلمس أطراف غزاها الصقيع

أستجدي بعض الدفء 

من برودة جسدها..

أتطلع لمنزل كان الحمى 

واليوم يجثم كالجبال على فؤاد

عاش عمرًا ينبض لأجلها..

أذكرها حين أطلت كالشمس 

بعد انتظار طالت أيامه

لينير الحياة قدومها..

حين ثارت مع أول أنفاسها

 وترددت صرخاتها

أني قد وصلت الدنيا، وأنا لها..

أولى خطواتها بكل الشوق

للحرية تستكشف بلهفة

أركان بيت أنارته ضحكاتها..

حين صحبتها بأول أيام الدراسة 

 ودموعها تنساب هاربة

كدر منثور على صفحة وجهها ..

أتطلع لرقتها تجتاح حصوني

وبنظرة من عيناها

لا أرفض أبدًا طلبًا لها..

فلتتركوني أقص عليها 

حكايا المساء كما اعتدت

أن أتلوها على أسماعها..

أحدثها وترد أن يا أبي 

حان الفراق وقد سبقتك

للحياة وجنة الخلد عنوانها..

فلتسعد أبتاه ولا تُهِن 

دمعًا شيمته الشموخ

وكن جسورًا كالجبال 

في وجه الحياة وخطبها ..

تالله ما علم الورى

أثار هذا الصمت بداخلي 

وبم تناجي روحي ربها ..

رباه قد رضيت بالأقدار 

ولم أزل أدعوك يا جبار القلوب

 يا شافيًا بالصبر جراحها..

لا اعتراض على قضائك 

وما تَجُد به من نازلات والخطوب

 بقلبي أؤدي شكرها..

هان المتاع وكل ما وهبتني

إلا الفؤاد المسجي بين الركام 

فخذ بيدي وألهم نفسي صبرها ..

 

اقرأ أيضًا:  بين البوح والكتمان       

                  من👈 هنا

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى