إن الكهرباء هي العمودالفقري للحياة البشرية، ولأجل هذا تسعى الدول والمؤسسات والشركات والباحثين جاهدة لإيجاد مصادر لتوليد الكهرباء، فأنتجوا التوربينات لتوليد الكهرباء من الماء وسميت الطاقة الكهرومائية، ثم كانت الكهرباء البترولية المنتجة من محطات التوليد المعتمدة على البترول وسميت الكهروبترولية، ثم الكهرباء الكيميائية الناتجة عن تفاعلات كيميائية وسميت كهروكيميائية، ثم الكهرباء النووية التي تنتجها المفاعلات النووية، ثم الكهرباء المستخرجة من الخلايا الضوئية أي من أشعة الشمس، وسميت كهروضوئية، ثم كهرباء الرياح التي تنتج عن طريق طواحين «مراوح» الهواء لتوليد الكهرباء، ثم تأتي محاولة إنتاج الكهرباء من موج البحار واستغلال حركتي المد والجزر وتناطح الأمواج.
وأخيرا وهو الذي نحن بصدده الآن نجد مصدر مستدام نظيف رخيص سهل وبسيط لا ينتج عنه أي نفايات أو مخلفات أو ملوثات أو مخاطر، كما أن المادة المستخدمة في إنتاج الكهرباء منها هي مادة حيوية وموجودة ولا غنى لنا عنه لحياتنا
وهي النبات، ذلك المخلوق الذي قلت عليه تكرارا أنه أعظم مخلوق خلقه الله بعد الماء على الأرض لخدمة الإنسان، وبقاءه على الأرض ليعبد الله ويطيعه وهو مطمئن.
فالنبات هو مصدر الغذاء ومصدر الدواء، ومصدر الكساء والغطاء، مصدر الأكسجين الذي هو إكسير الحياة، ويعتبر النبات أيضًا مصدر استخراج بعض المعادن فيما يسمى بالتعدين الأخضر، فهو مصدر الطاقة المستخرجة من الفحم، ونجد أن إنتاج مشتقات الكثير من أنواع الوقود يأتي من بعض النباتات.
والآن يكتمل عطاء هذا الكائن العجيب، الطيف الصامت الراسخ في مكانه لأهميته وحيويته لا يترك تلك المكانة أبدا، حيث تمكن شاب سوري من إنتاج ثلاث أجهزة لإنتاج الكهرباء من ورق وجذور النبات، الجهاز الأول لإضاءة اللدات والشواحن، والثاني لإضاءة المنازل والشاشات والأجهزة، والثالث لإدارة المصانع.
وقد قام بذلك عبر استخدام الفيض الإلكتروني عند عملية البناء بالنبات والتي تسمى عملية التركيب الضوئي بعمل قطب من البلاتين وغمسه بورقة لتمرير السيل الإلكتروني الذي يمر بدوائر وبملف ومكثف للحصول على تيار الكهرباء المستمر بلا انقطاع، حيث قام بصنع الجهاز من أدوات منزلية تالفة، وأثمر العمل المتواصل بعد نجاح التجربة عن إنارة الحدائق العامة والمنازل، ومستقبل سيسفر عن إدارة المصانع، فسبحان من سخر للإنسان كل شيء لأجل أن يعبده لوحده ويعمر الأرض وليس لخرابها، ونرى ذلك في معاناة السوريين من ظلام يخيّم على بلداتهم نتيجة دمار معظم محطات توليد الطاقة الكهربائية.
“أن تشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام”، حكمة صينية قديمة لم تغِب عن ناظرَي ذلك الشاب السوري حين باشر بصناعة ذلك الجهاز لتوليد الكهرباء من جذوع وأوراق النبات في الحدائق والمساحات الخضراء، وهو ابتكار جديد يأتي به ذلك الشاب المبتكر لتوليد الطاقة من النبات حيث صنع أجزاء وأقسام الجهاز بنفسه، معتمداً على أدوات كهربائية منزلية بسيطة وتالفة ومركونة من دون استخدام بعدما اصطدم بارتفاع أثمان القطع التي احتاج إليها لاختراعه في الأسواق.
وأضاف الشاب : “التجربة تعتمد على شق التركيب الضوئي لدى النباتات بحيث يحوي الجهاز على قطع إلكترونية ودوائر تحويل ورفع الجهد والمكثف بقدرة ٣٣٠٠٠وات، ثم المخرج “، ويمكن تطوير تلك الأجهزة للحصول على الكهرباء وإنتاج الهيدروجين كمنتج جانبي وهو مهم أيضًا لما له من استخدامات كثيرة كما أنه بالتبعية يعتبر منتج أخضر.