أدبيمقالات متنوعة

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2023/12/08 09:00:47 PM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

حلم الزهور

أكرهتني؟!
وأنا التي ما قصدت أبدًا غير دربك.. فرددتني!
أكرهتني؟!
وهان عليك أن تصم السمع عن شكواي وتصدني!
آه من وجعي..
آه من بعدك.. وآه لو كنت معي..
آه من وجعي..
أموت في وحدتي وليتك تعي..
عانيت دومًا من قبل اللقاء..
فما ضير الحياة أن تنتهي مادمت لست فيها؟!
وما ضير الموت لو ما حييت بأضلعي؟!

لم أعتد منك أن تغلق قلبك بوجهي
آتيك خجلة متلهفة لحنانك فما رددت مقصدي..
وأتيتك حينذاك متألمة أبتغي دفء ذراعيك.. فلمَ رددتني؟
هل تراني لا أعلم بكل ما يجول بخاطرك؟
هل تراني صخرة لا تتوجع من طرقات طارقيها..
من منا أعطته الحياة مناه؟
من منا كانت الحياة عادلة معه في عطاياها؟
طرقت بابك.. فردت رياح غضبك الباب بوجهي..
وجففت الدمع على خدي أعاصير غضبك..
خفق قلبي ألمًا..
فلملمت ثوب تقصيري بحقك حياءً منك.. وعدت غير مأسوفة على حالي..
حبست الدمع بجفني حتى ابتعدت عن ناظريك.. وجثوت على شط الهوى أشكوه أحمالي..
أحبك جدًا وأعلم أن الدروب بيننا كدرب الشمس للقمر..
أحبك جدًا وأعلم أن ليلي طويل لا يزورني فيه النوم وتغتالني أنات السهر..
أحبك جدًا وأعلم أن كل الأبواب إليك تعوي كذئب يوسف براءة من الحيلولة بيننا..
وأعلم أن ما بيننا هو ما بيننا..
أحبك جدًا عدد نجمات السماء وعدد أفلاك الفضاء وتسبيحات الزهر والشجر..
فلا ليتك هناك وتتركني.. ولا ليتني وحدي هنا..
وياليتني أعطيك السعادة كما أتقنها وكما علمتنيها كي يحلو لنا ما تبقى من العمر..
فتبتسم الحياة لنا ومن حولنا وأخيرًا تضحك بوجهنا همسات القدر..

“لا عبوس مادامَ هناك أمل”

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى