أدبي

أقبِّلها بلهفة

وقت النشر : 2022/04/14 10:20:54 AM

أقبِّلها بلهفة
بقلم: محمد السيد محمد السيد

 

نظرت لها، تهت في عينها، سحرتني

العيون، وجذبتني الجفون، أجد نفسي

أغوص فيها، طرقت أبواب عيونها،

ففتحت، الرموش ترحب، والجفون تضم

وتحرس.

دخلت، فوجدت قاربا صغيرا، ركبته،

وغصت به، وكلما أتوغل وأدخل، أتوه

أكثر فأكثر، حتى رماني ماء عينها على

جزيرة نِنِّها، جزيرة بديعة، جميلة الألوان.

هناك، وجدت سحبا كثيفة وغمامات،

ضباب مخيف، وطقس مضطرب غامض

موحش، وأمطار دموعها تتساقط بغزارة،

تكاد تغرق الجزيرة، وإذا نبات الصبار،

وأزهار التين الشوكي

تنبت على أرض نِنِّها، إنها يا رفاق دموع

فراقنا، أنبتت شوكا وصبرا على الفراق،

دب الحزن في قلبي، لكني لم أيأس، ركبت

شراعي وأخذت أجدف يمنة ويسرة علِّي

أجد سببا لنجاتها، وزوال أهوالها، حتى

غلبني النوم في مركبي الصغير، قمت وقد

أرهقني التعب من التجديف،

لأجد نفسي عند آخر نقطة من عينها، إنها

الشبكية، حيث تتلون الصور وتتكون.

يا اااااالله! إنها فرصتي الأخيرة لأصلح ما

فسد، أخذت الريشة والألوان، جلبتهم

معي في أول الرحلة، اقتبستهم من

رموشها ونِنِّها، ورسمت ولونت، وصورت

صورة عناق بيننا بشدة، وصورة وأنا

أقبِّلها بلهفة، وصورة ونحن نحمل طفلنا

الصغير بفرحة.

كوّنت الصور، ورسمتها، ولونتها،

وحفظتها، وعدت أدراجي أقاوم رياح

حبها في قاربي، لأجد الجزيرة وقد اعتدل

طقسها، فجوها ذو نسيم عليل، وأمطارها

خفيفة، ريحها جميل، وأنبتت الجزيرة

نباتات الفل والياسمين، بعد الصبار

وأشواك التين، فهي حبيبتي، أحبها

وأعشقها، ومن أجلها أضحي بعمري

الثمين.

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى