مقالات متنوعة

“فقه الغذاء الماء.. تلك المعجزة” 

وقت النشر : 2022/06/12 04:46:11 PM

“فقه الغذاء الماء.. تلك المعجزة”

بقلم:محمد السيد

“الحلقة السادسة”

ها نحن قد وصلنا أعزاءنا القراء الأفاضل إلى الحلقة السادسة من سلسلة مقالات “فقه الغذاء”ونستكمل حديثنا اليوم عن استراتيجيات تناول الغذاء، وكيفية تناوله بشكل صحي وصحيح، حتى نستفيد مما نأكل الاستفادة القصوى وعلى الوجه الأمثل.

 

الاستفادة من الطعام هو أساس التغذية السليمة، حيث أنه للاستفادة من الطعام ينبغي أن يتوفر فيه ركنان _الركن الأول: أن يكون طعامًا وغذاءً صحيًا ومفيدًا.

_والركن الثاني: أن نتناوله ونطعمه بشكل صحيح ومناسب، وذلك حتى يتثنى لنا فهم مغزى عنواننا “فقه الغذاء”.

 

فقه الغذاء.. وأولوية الماء لصحة وظائف الجسم

كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة عن المضغ الجيد ثم ثنينا بالحديث عن شرب الماء، وها نحن نفي بالوعد باستكمال الحديث عن الماء وإفراد تلك الحلقة للحديث عنه وعن أهميته للجسم عموماً والصحة والتغذية خصوصا قال الله تعالى: “وخلقنا من الماء كل شيء حي” سورة الأنبياء، فنجد العلماء قد أثبتوا أن نسبة 60%من أجساد البالغين تتكون من الماء و 70% منه مكون أصيل من أجسام أطفالنا، فلك أن تتخيل أهميته لنا كباراً وصغاراً ، وأنه ينبغي إمداد الجسم به بصورة دورية وبصفة مستمرة، فأجسامنا تحتاج من لتر ونصف إلى لترين من الماء يوميًا،

وتزداد تلك الكمية لمن يمارسون الرياضة أو يعملون أعمال شاقة ومرهقة أو من يتحركون ويبذلون جهدًا أكبر.

أما بالنسبة لمرضى الكلى فينبغي عليهم استشارة الطبيب المختص لتقييم وتقدير الكمية المناسبة والتي يحتاجونها من الماء، كما أن هناك اعتقاد خاطىء من بعض الأشخاص بأن تناول الماء يقل في الشتاء عن الصيف، وهذا خطأ جداً، حيث أن أجسامنا تحتاج إلى الماء صيفًا وشتاءً دون تفرقة وبكميات متساوية، فالماء تلك المعجزة الربانية تعمل على ضبط حرارة الجسم صيفاً وشتاءاً، ففي الصيف تنخفض درجة حرارة أجسامنا، وفي الشتاء تحارب برودة الجسم وترفع درجة حرارته وتزيد من نشاط الدورة الدموية بالتدفئة.

 

أهمية الماء للجسم

تقول بعض الدراسات الطبية أن كل 20 كجم من أجسامنا تحتاج لتناول لترًا من الماء يوميًا، كما أن خلايا أجسامنا وأعضاءنا وأجهزتنا وأنسجتنا جميعها لا تتحرك ولا تتم عملياتها الحيوية إلا في وجود الماء وبوفرة في الجسم.

كما أن الماء مفيد جداً للمخ البشري ويعمل على تحسين المزاج، فبوصول الجسم إلى نقطة العطش يشعر أحدنا بالتوتر والعصبية والقلق والكآبة، ولهذا لا يجب علينا الانتظار حتى الوصول لمرحلة العطش والإحساس به، وتعويض الكمية التي تفقدها أجسامنا من الماء خلال التعرق والمجهود والحركة أولاً بأول.

كما أن الماء مفيد للجلد والبشرة فيخلصها من البثور، ويعمل على تنقيتها ونضارتها وصفائها من الشوائب والشحوب، أيضا يؤثر نقص الماء على وظائف الكلى ويقلل نسبة تخلصها من سموم الجسم ويؤدي إلى ترسبها.

ويعتبر شرب الماء الدافىء على الريق يهدىء الأمعاء ويحسن عملية الهضم مما يساعد وبشكل أصيل وكبير في تجويد عملية الهضم والتغذية، واستفادة الجسم وإنقاص الوزن،

كما يقال أن الماء البارد معجزة حقيقية في إنقاص الوزن.

 

هل الأفضل تناول الماء بين الوجبات أم أثناء تناول الطعام؟

اختلفت الدراسات في أن تناول الماء أثناء الوجبات يقلل من إفراز العصارة المعدية والمعوية الهامتين، مما يقلل من فرصة هضم الطعام بشكل جيد، لذا يفضل تناول الماء بعد الوجبات بفترة كافية، ويحسن الذكر بأن من يتناولوا المياه الغازية والقهوة والعصائر والتي بدورها تحتوي على نسبة سكريات أو أملاح عالية تزيد نسبة العطش عند هؤلاء لأن السكر والملح يقومان بسحب الماء من الجسم وإخراجه، لذا فهم في احتياج إلى تناول الماء بشكل أكثر وأكبر من الطبيعي، ولا تحسب تلك المشروبات من السوائل، ومن كمية اللترين المصروفة لشرب الماء في صورته الخالصة والأولية.

نرجو أن تكونوا قد استفدتم من تلك الحلقة..

أشكر سيادتكم، وإلى لقاء..

زر الذهاب إلى الأعلى