أدبيمقالات متنوعة

صديقتي الفلسطينية

وقت النشر : 2024/01/07 10:47:47 PM

صديقتي الفلسطينية

بقلم: حنان العسيلي

كان لي من أصدقاءِ الطفولةِ صديقةً فلسطينية.
تُشبهني وأشبهها، رَوَت قلبي الصغير بالكثير من الصفات الحميدة ليكبر ويُزهر بها..
أدركت معها وبها معنى الصَّداقة، ومعنى أن يكونَ لي مؤنسةً نقيَّةً.
لم تكن تكبرني في العمرِ، ولكنها كانت مُعلمتي ومُرشدتي المخلصة لكُلِّ طُرُقِ الخيرِ ونوافذ الجمال.
كانت تبكي كلما غلبها الحنين لوطنها..
وكنت أربتها وأخفف عنها جهرًا، لكنني كنت أبكيها سرًّا.
كم فرحت لضحكاتها، وعانقت الأمل في عينيها.
حين كُنّا صغارًا تعلمنا أن حب الوطن من الإيمان.
وأن أوطاننا هي الجذور التي نكبر ونحيا عليها..
تعلمت أن أحب وطنها كما هي تحب وطني.
وبأن الاحتلال الحقيقي هو احتلال الرَّوحِ.
أما احتلال الوطن، فسينتهي ويتحول ترابًا يومًا ما..
وكأنه لم يكنْ!
لن ينجحَ محتلٌ دخيلٌ طامعٌ بأراضينا من أن يسجنَ أحلامنا..
لن يقدرَ على هزيمةِ قلوبنا الممتلأة بالقُوَّةِ والحب.
بل سَيُهزم رُغمَ الرصاصِ ورُغمَ السلاحِ ورُغم الخذلان!
ستهزمه صلواتنا ودعواتنا، سيقف عاجزًا أمام أملًا في الله لا يضيع ولا يموت ولو فنت أرواحنا وعادت لبارئها.
سيُهزَم لامتلاكهِ قلبٍ لا يبصر سوى الكراهية والخوف!
وسوف تحيا الأرض، وتحيا القلوب الحرة الواثقة بنصرِ الله وجبرِهِ.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى