أدبيمقالات متنوعة

ندم كرسي

وقت النشر : 2024/01/21 10:33:18 PM

ندم كرسي

بقلم: فاطمة البسريني

كرسي في قاعة
مزخرف
موشى بقصب الذهب
والعقيق الأخضر
أو كرسي في حديقة
تحت المطر
إنه كرسي ينتظر
أصابه الملل من الفكر
والسهر
بعد الظن، أنه يومًا لن يقهر
أصبح يعرف مصيره المحتوم
فقد كان لامعًا، زاهيًا
يتنافس عليه المتنافسون
لكن ما أصابه، مفزع
تشنج، تسوس، كسر
يعرف أن زمنه يمر
سيعرج إلى ما لا نهاية
وقد نفذ منه الصبر
يعرف أنه قد انتهى الأمر
وسيأتي
من ينهي حياته التي ضاعت
ولن يقعد عليه، إليه، أحد
سواء في البرد أو الحر
ويعرف يومًا ما، قريبًا
سيصبح أشلاءً
وسيأتي من يلمها
لإشعال نار تأكل ما تبقى منه
في يوم قر
يعرف أنه سيعزل عن ملكه
وأن عهده قد تولى
وكأنه ما سيطر
فلن يستند إليه أحد
ممن كانوا يعبدونه
كل يوم، كل الدهر
بعد كل العز
سيسام الذل والهجر
وكأن ما أحد قعد إليه
في طمأنينةٍ يحكي كل سر
أو يسرح به الفكر
فقد انتهى الأمر
هنا سينتظر
في هذا الركن
ما تبقى من العمر
يلملم أطرافه في ذعر
ودموعه تنزل
في وجع، وصمت
سينتظر أن يصبح خشبًا
مهترئًا، وكأنه
ما كان يومًا
في عزٍ ونصر
يرتعدُ خوفًا، أن يصبح
حطبًا لنارٍ ولهبٍ أحمر
سيحترق
وفي قلبه تحترق ذكريات غر
حملها في عروقه
من خشب البلوط
أو الصنوبر
ما أفظع نهاية حياة حافلة
بها كان قد اغتر
لما كانـت الأوامر تعطي
تزلزل
وتصدر وقد احتفى بها
في مكرٍ وتجبر
وأسرار أحبة أنصت إليها
في عمقِ ليلٍ، وعَبَقِ الزهر
تحت نجوم ترتعش
لن تظهر بعد، لن تظهر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى