مقالات متنوعة

نريدها

ماذا نريد من الحكومة الجديدة؟

وقت النشر : 2024/06/04 08:29:33 PM

نريدها

 

كتبت د / سلوى محمد علي 

 

ماذا نريد من الحكومة الجديدة؟

انتهى عمل فريق الحكومة السابقة بتقديم استقالتها.. و سيبدأ فريق جديد في تولي الحقائب الوزارية المتعددة و المختلفة للملفات الاقتصادية و الأمنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية تساند القيادة السياسية في تحقيق حلمها فينا.

 

  و هنا يطرح السؤال نفسه.. ماذا نريد من حكومتنا القادمة التي ستتولى هذه المسئولية؟

لقد تشعبت و تطورت أزماتنا وأنشطر الهرم الطبقي بلا هوادة، وأصبح بلا درجات فأصبحت هناك نقطة في العنان، ليس يساندها أية قواعد أو تدرجات إلا بالنزول المدوي إلى أسفل، ونجد أنها قد ضغطت و دكت كل الدرجات و تراكمت فوق بعضها بلا مساحات أمان و لكن ذلك زاد من تماسك بعضها ببعض لتصبح طبقة يرى الجميع كل من فيها في نظرة شمولية فرضت أن يحتمي كل منهم بالآخر.

 

ذات صلة

ماذا نريد من الحكومة القادمة؟

نريد الكثير.. نريد فتح التعيينات في الوزارات و الهيئات للجيل الحالي الحائرة هويته ولم يجني حتى الآن ثمار تعليمه،  و لم يستشعر حتى الآن بولاية ورعاية الدولة الحانية له.

نريد أن تفتح الدولة أذرعها لباب رحمة؛ وهو المعاش المبكر بكامل الحقوق؛ لإفساح الفرصة لتعيين شباب جديد في أن يجدوا هويتهم وطريقهم والعمل بجدية مثلما فعل آباءهم عندما بذلوا وكدوا وتعبوا في بناء أسرة شاركت في تكوين وبناء النسيج المجتمعي .

نريد منها.. أن تلغي قانون مد الخدمة إلى ما بعد الستين، فهناك تعارض واضح بين تفعيل نظام المعاش المبكر وزيادة سنوات العمل الحكومي بلا جدوي سوى الانتظار وتعطيل و تأجيل حقوق الأجيال القادمة.

نريد منها.. مثلما إهتمت بالعمران والتشييد للمباني وتعمير الصحراء، أن تهتم ببناء الإنسان وتلبية إحتياجاته المادية والاجتماعية والترفيهية والنفسية بتخطيط مسبق متكامل وليس عشوائي.

نريد منها.. أن تلغي الضرائب الغير محتملة مثل الضريبة العقارية عن السكن وتفعيل الحق الدستوري في أن يكون سكن محمي وآمن ومعفي تماما من كل أي تربص ، مهما إرتفع ثمنه .. فيكفي تثمين قيمته في تحقيق الأمان .

نريد منها.. أن تحكم غليان الأسعار الملتهبة في السلع الأساسية، والخدمات من كهرباء و بترول و غاز والسيارات، وأن تبدأ بمشاريع عملاقة في تربية الماشية و الطيور لظبط والتحكم في الأداء السعري للإحتياجات اليومية للمواطن.

نريد منها.. أن تحكم قبضتها على شركات المحمول والاتصالات بالرقابة وتفعيل دور الدولة في ألا يتلاعب مقدمي الخدمات في الكم والكيف، وأن تمنح رخص جديدة لإحداث التنافسية الملزمة للشركات لتقديم خدمات حقيقية بأسعار مقبولة.

نريد منها.. أن نرى النماذج المضيئة ذات الكفاءة في كل مجال هي من تتصدر القائمة المختارة لكي نشعر بأن الأمور تتوازن -ونعطي العيش لخبازه- مثلما يشير المثل الشعبي.

نريد منها.. الاهتمام بجودة أداء الخدمات الصحية، وتنفيذ مشروع التأمين الشامل لكل مواطن شريطة أن يحق له العلاج في أي مكان، وزيادة عدد المستشفيات التخصصية و المتكاملة، وبناء مصانع للمستلزمات الطبية وتصنيع الدواء أي أن تكون لنا السيطرة الكاملة على كل مراحل العلاج.

نريد منها.. الكثير والكثير فقد أصبحت حكومتنا رقمية و ممنهجة وممغنطة وذكية بالقدر الكافي، ومهيأة للعمل الجاد الذي سيخرجنا من عنق الزجاجة الذي دام سنوات العجاف.

 نعلم أننا أمام تحديات مخيفة، ونعلم أيضًا أن لدينا ملفات كبيرة و كثيرة، أهمها وأصعبها في المطلق الملف الأمني و الحدودي، يعقبه مباشرةً أو بالتوازي إذا أمكن الملف الاقتصادي والجدية في إبتكار الحلول في توفير المتطلبات مع كل يوم جديد.

 

نريد من الحكومة الجديدة أن تعيش همومنا و تخلصنا منها وأن تصدق أحلامنا لننطلق إلى الحياة الجديدة برؤية حقيقية لمستقبل واعد غير نمطي للجمهورية الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى