مقالات متنوعة

ألم من العدم

وقت النشر : 2024/07/23 10:05:36 PM

ألم من العدم

بقلم: طلعت عبدالرحيم 

إن الابتكار والعلم لهم أعداء، وأعداء الفكر كثر ومتشعبون، وتجدهم دائمًا صاغرين معدومي الإحساس والآدمية بلا شعور، يبيعون أنفسهم ببضع دراهم لا تثمن ولا تغني، يتحايلون لنصر الباطل على الحق من أجل رغبات دنيئة لأنهم عاجزون عن الفكر والإبداع، فيكون إرضاء أنفسهم بالانتقام من الآخرين.

يعد فكر المفكرين والمبدعين دومًا تقدمي خدمي علمي، يقدم ابتكارات لراحة وعفة الإنسان، أما المفلسون الحاقدون تفكيرهم دوما يتجه نحو الانتقام من أجل إفشال الآخرين أو سرق مجهوداتهم أو منعهم من التقدم أو للتحايل عليهم وانتساب أعمالهم لهم، فتجد الفاشلين دومًا مزورين

شاهدي زور ناقمين متاجرين بأعراضهم وأجسادهم وأقلامهم وأسمائهم، مرتشون وراشون وكل سلوكهم خارج القانون وضد شرع الله والإنسانية وحكم الضمير.

تنساق تلك الفئة لأهوائهم وإلى إرضاء النفس وإشباع مطامعها فقد يطغى هؤلاء لفترة طويلة ولكن لابد من أن يطالهم انتقام الله سواء في الدنيا أو الآخرة.

تجدهم في الشوارع والقهاوي والنوادي والحفلات والمؤتمرات وفي وسائل التواصل الاجتماعي يبحثون عن النابغين والمفكرين للانقضاض عليهم والتآمر ضدهم لسلبهم حقوقهم أو إرادتهم أو توجيه علمهم لصالحهم، ويتمسكنون ويصهينون ويتدينون، المهم الانقضاض على فريستهم وضمان وقوعها في حبالهم وبعد تكبيلها يشترطون ويساومون على أهوائهم.

لقد خلق الله الإنسان ليعمر الكون مع العبادة لا ليدمره، ويخشى الله من عباده العلماء، أي أن المتعلمين والمثقفين هم أكثر الناس خشية من الله وهذا أكبر دليل على أن فئة الجهلاء الناقمة لا تخاف الله ولا تخشاه، والله طلب من الإنسان أن يسلك طريق العلم ليتعلم ويعلم

لكي يضيق الهوة على الجهلاء الحاقدين، فبالعلم تنهض الأمم وتبلغ مرادها ولكن جهلاء القوم عقبة في طريق الحياة القويمة حتى أنهم يستخدمون ما تمكن العلم من إنجازه لتسخيره للانتقام من العلماء كما لو كانوا يكافؤنهم بأن هذا علمكم وسنحاربكم به بدلا من أن يستخدموه ويسخروا إنجازات العلم في الطريق الصحيح الذي من أجله سهر الباحث والعالم لإنجازه لكي يسعد الإنسانية ويسهل عليها الحياة وأن تعيش البشرية في رخاء

وأمن وأمان.

إن الحاقد يستبدل الخير بالشر والأمن بالانتقام والأمان بالرعب وهمه الوحيد جني المال دون تفكير لهذا كانوا هؤلاء الفشلة في المجتمع والحاقدون أغبياء في فكرهم لأنهم قد يكونون أفضل في حال مساعدة العلم والعلماء وتمهيد الطريق لهم، وقد تكون عوائدهم المادية أفضل وأيسر وببركة من الله، لأن من يشتري بالمال يبيع بالمال لا قلب له ولا حال، ليت الإنسان يعي الصواب ويسير كيفما أراد الله لأن عقله مكبل ومحدود فينشرح الصدر في حال معية الله وينهزم المكر والحقد ويتغلب الإنسان على الشهوات، وأن يهزم بحول الله الشيطان وأعوانه من الإنس والجان.

فما أجمل أن يعيش المجتمع متحاب! يتمنى الخير لبعضه مهما كان اختلاف الألوان والعقول والأفكار والرؤى والثقافات إلا من أجل حياة أجمل وأبسط وأيسر لأن النمطية مملة، ولو شاء الله لجعلكم على قلب رجل واحد ولكن مشيئة الله دومًا لصالح الإنسان واستمرار حياته إلى أن يلقى الله، فبدلا من أن يسهر الليل وساعات النهار يفكر كيف يدبر ويخطط ويزور الحاقد على الإنسان الشريف الذي لا يؤذي أحد ولا هم له سوى عمله وعلمه، وقد يكون أكرمه وأطعمه ولكن غشاوة الحقد تجعله ينسى العيش والملح ويزيد الانتقام ليس إلا، ويكره أن يرى غيره محترم بعيد عن الأهواء والمكر والخديعة، فسبحان الله في ملكوته وفي خلق السماوات والأرض وفي أنفسكم أفلا تبصرون، ولمن يتقي الله جنتان، وإلى الله ترجع الأمور.

زر الذهاب إلى الأعلى