مقالات متنوعة

معيار التقوى..وليس الأقوى ” نصائح غالية”

وقت النشر : 2021/10/05 07:51:27 AM

معيار التقوى..وليس الأقوى ” نصائح غالية”

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام طبتم وطاب مسعاكم،وأسعد الله أوقاتكم..وأهلا ومرحبا بكم لنعرف سويا معيارا مهما من المعايير التي اعتنى بها الاسلام وهو معيار التقوى وليس الأقوي أقدمها لكم من خلال بعض النصائح القليلة لكنها نصائح ثمينة وغالية ..لنصل من خلالها لهذا المعيار الإسلامي العظيم .

ما أروع أولئك الذين يتقنون تجاهل ما يخدشهم من أفعال البشر ، يدركون بعقولهم الكبيرة وقلوبهم المبصرة ..أن هناك من يخطئ دون قصد ومن يخطئ لسوء فهم ،ومن يخطئ جهلا ومن يخطئ ناسيا ،ومن يخطئ مُكرها، ومن يخطئ ضعفا فيوكلون الله نوايا الأخرين
ويكون عفوهم بلسما لكل خدش آلمهم ، ويبتسمون لتصاريف القدر وكيف يعوضهم ربهم بالصفح عفوا وإحسانا ، وبركات في العمر وراحة في البال ..لله در قلوبهم.
‬‏

اكره المعصية
إياك أن تحب المعاصي أو تفتخر بها أو تعتبر أنها شيء حسن، وانظر معي إلى هذه الآية الكريم التي يقول فيها تبارك وتعالى: “أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” سورةفاطر آية 8 …وكم من إنسان عصى الله فستره الله ثم بات وأصبح وأضحى يفضح نفسه ويتباهى بالمعصية!

ونصيحتي لمثل هذا الشخص أن تعتبر المعصية شيئاً قبيحاً ومكروهاً ويجرّ عليك الدمار والغضب من الله في الدنيا والآخرة، وأن تشعر بمراقبة الله تعالى لك في كل لحظة، فهذه وسيلة فعالة لترك المعصية وعدم الاقتراب منها.

ولك يا هذا ..أن تتصور لو أن أحداً ثبت كاميرا تصور حركاتك وتسجل صوتك، فماذا عساك تفعل؟ هل تستطيع أن تخطئ والشريط يسجل كل حركة تقوم بها وسوف يراها الناس؟ فكيف إذا كان الله يراك ويعلم كل شيء عنك وهو معك وأقرب إليك من حبل الوريد! كيف بك إذا كان الله تعالى يعلم كل فكرة تخطر ببالك، حتى ما تختلسه من نظرات أو تخفيه في صدرك يعلمه الله، فهو القائل في آيات بينات من محكم التنزيل: “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ” “غافر: 19”.

ماذا لو كان الشكل والجسم أهم من الروح؟

لو كانت الأمور بالشكليات ..ولو كان الشكل والجسم أهم بالروح ما كانت الروح تصعد للسماء..والجسم يدفن تحت التراب!!

فكم من مشهور في الأرض مجهول في السماء، وكم من مجهول في الأرض ،معروف في السماء ..فالمعيار هنا معيار التقوى وليس الأقوى
“ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ”

لا تحزن إن جهلوا قيمتك
التفت إلى قيمتك عند الله ودَع البشر.. جالس العلماء بعقلك، وجالس الأمراء بعلمك، وجالس الأصدقاء بأدبك ، وجالس أهل بيتك بعطفك ،وكن جليس ربك بذكره ، وكن جليس نفسك بنصحها واجعل ﺻِﻠَﺘﻚَ ﺑـ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﻲَّ ﺑﻮاﺑَﺘُﻚَ ﻟﻠﺤياة ..

ولتعلم عزيزي أنك قد تسكن قصراً و تضيق بك الحياة ، وقد تسكن حجرة و يشرح الله فيها صدرك ..وقد يكون لك إخوة و تعيش وحيداً ، وقد ترى أغنياء يرتشون ، وقد ترى فقراء يتصدقون ..قد ترى ،وقد ترى ، وقدترى….

لكننا لا بد وسط خضم كل هذه المرئيات سواء حسية أو معنوية أن ترى وتجعل أمام عينك معيارنا الذي اتفقنا عليه من خلال هذه النصائح الغالية ألا وهو التقوى وليس الأقوي
والقناعة..التي هي كنز لا يفنى.

دمتم في أمان الله

زر الذهاب إلى الأعلى