أدبي

حبٌ رغما عن

وقت النشر : 2021/12/06 01:58:37 PM

حبٌ رغما عن

 

اطمأن إلى دفء مشاعرها فاستحوذ على قلبها وهي الآن أسيرة لعشقه، كدمية يدير خيوطها ويتحكم كيف يشاء، فهي لا تستطيع البقاء بدونه لحظة، يحملها مالا تطيق وإلا فسيحرمها من حبه المشروط والذي تغافل كثيرا عن كونه زائفا، وفي أحد الأيام استرجعت شريط ذكرياته معها فتذكرت حلمه في عودة زمن الرق، هو يريد أن يعيش ملكا والجواري من حوله، حينها تجاهلت وقالت لنفسها هو فقط يمزح، ثم أخذت تسترجع المكاسب من حبه فلم تجد إلا تنازلات كثيرة وخيارات لا تُعوض، بكت وجرت دموعها أنهارا، استفاقت لتقليل الخسائر فالوقت يمضي سريعا، واجهته هل لازلت تحبني …؟

تلعثمت ولم يجبها، ثم قال لها : لماذا خطر ببالك هذا السؤال، لم يعِ بعد أنها وعت وتريد أن تكفر عن ذنوبها التي اقترفتها في حق نفسها.

ذات صلة

كانت هي الكائن الوحيد الذي لازال يتقبله نوعا ما، فقد نفر الجميع منه نظرا لتسلطه ونرجسيته.

 وعندما وجد أنها مصممة على الفراق بدأ يذكرها بحبها له، يمدح فيها، قال لها لم أرَ مثل نقاء قلبك قط، تحملتِ مني مالم يتحمله أحد، أنا واثق أنك لازلت على العهد وها أنا أرى وجهك مشعا بالنور، لكنها لم تر في وجهه إلا الخداع، يعتقد أنها طفلته لا ليدللها وإنما ليكذب ويضحك عليها وينتظر منها أن تصدقه وتتهللت متبسمة، أخذت على نفسها عهدا ألا تأمن لماكر..

توسل إليها ألا تتركه : حبيبتي..!

ابقي على العهد…

فأنا حقا أحبك وسأحبك ما حييت…

يبكي، يتقطع من البكاء ، لكنها لم تلتفت لبكاء التماسيح، فكانت كالزهور تتفتح كلما رأت النور

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆حبٌ رغما عن

 

أسعفتها كلمة

 

وجدتها شاحبة تعتزل الناس، ترفض أي شيء، زهدت في الطعام والشراب، تقول إنها تنتظر الموت فهو الراحة والستر، ضمتها إلي ،قبلت رأسها ، ذكرتها بإنجازاتها ، مناقبها ، سيرتها العطرة، فابتسمت وبدأت تقاوم اليأس، تناولت معها وجبة الإفطار التي ألححت عليها أن تكون من عمل يدها ، أردت أن أنصحها بمواصلة أحلامها وعدم التوقف عن غرس الفسائل، فربتت على كتفي ونصحني بأن ألا أنتظر أجر أي عمل من الخلق، بل من الله، لقد كانت تشفق علي أن يصيبني الخذلان، أن أكسر ثم أنطفئ ، لم تعلم إنني وعيت الدرس وأنتي أصبحت قوية واعية، رحيمة رفيقة بها فقط وأمثاله.. 

#Imane Reda     

حبٌ رغما عن

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى