أدبي

قصيدة أشواق

وقت النشر : 2021/12/08 05:28:23 PM
قصيدة أشواق
بقلم: د. سعيدة والي، الجزائر
هذي يميني تكتبُ الأشواقَا
تجتاحُ كَرْهًا قلبيَ المُشتاقَا
رُغْمًا، تسافرُ مُهجتي في رَكْبِهِ
وَتَشُمُّ روحي عِطْرَهُ العَبَّاقَا
النفسُ تشكو غُربةً في بُعْدِهِ
والقلبُ يشكو الفقرَ والإملاقَا
ياخيرَ خلقِ اللهِ حبُّكَ في دَمي
بِهَواكَ صُنْتُ العهدَ والميثاقَا
يا نبضَ نبضي يا حُشاشَةَ خافِقي
أفديكَ نفسًا أو دَمًا مِهراقَا
هل مِثْلُ وجهِكَ في الليالي مُبْلِجًا
كالشمسِ حازَ النُّورَ والإشراقَا
هل مِثلُ كَفِّكَ جنَّةً مُخْضَرَّةً
وجداولًا مزدانةً وَسِمَاقَا
هل مِثلُ حُسْنِكَ، لا وَرَبِّي لَمْ يَكُنْ
أَحَدٌ كمِثلِكَ خِلْقَةً وَخِلاقَا
هُوَ رُبْعَةٌ، هُوَ أَبيضٌ، هوَ أحمرٌ
هوَ أَدْعَجٌ بَلَغَ الكَمَالَ وَفَاقَا
هُوَ أَفْلَجٌ حَسَنُ الثَّنايا إنْ بَدَتْ
مُتَبَسِّمًا لاحَ الضِّيا بَرّاقَا
واللِّحيةُ الحسناءُ لَيْلُ سوادِها
يعلوهُ بَدْرٌ أشرَقَ الآفاقَا
أَكْرِمْ بِطَلْعَتِهِ البَهِيَّةِ بَلْسَمًا
يَشفي النُّفوسَ ويَكْحَلُ الآماقَا
تفديكَ روحي زُرْ منامي لَيلَةً
في الحُلْمِ كَيْمَا أُطْفِىءَ الأَشْوَاقَا
كلَّا، وَرَبِّي بَلْ أَزِيدُ صبابةً
ويَزيدُ وَجْدي في الحَشَا إحراقَا
ما مِثْلُ ذِكْرِكَ للحَيارَى مُؤنِسًا
ما مِثْلُ ريقِكَ لِلْأسى تِرْياقَا
ما مِثْلُ حُبِّكَ إِنْ تَغَنَّى مُولَعٌ
بِحَبيبِهِ أو أطرَبَ العُشَّاقَا
ما مِثلُ وَصْفِكَ هامتِ الكَلِماتُ وَالْــ
أَشعارُ سِحْرًا وافِرًا مِغْدَاقَا
عجزَ البَيانُ وأَجْفَلَتْ ألحَانُنا
في وَصْفِ حُسْنٍ قد أفاضَ دِهاقَا
أقسمتُ لا يهوى بَياني بَعْدَكُم
وبِمَدْحِكُمْ قلمي شدَدْتُ وَثَاقَا
عَبَثًا أقولُ قوافيًا في غَيْرِكُمْ
مدحي لغَيْرِكُمُ يُعَدُّ نِفاقَا
بِقُدُومِكَ المَيْمُونِ زِينَتْ أرضُنَا
وسماؤنا والكونُ رَقَّ وَرَاقَا
والأَعْيُنُ الرَّمْدَاءُ أَبْصَرَتِ الهُدى
والقلبُ مِنْ غَفْوِ الظَّلامِ أفاقَا
بِهُدَاكَ سارَتْ أَنْجُمٌ وكواكِبٌ
وسَرَى التُّقى في رَكْبِهَا مُنْساقَا
رَضِيَتْ قُلُوبُ العالمينَ بِشِرْعَةِ الــ
ــمُخْتارِ هُمْ لا يبتغونَ شِقاقَا
أَلَّفْتَ أعداءً تناحَرَ خَيْلُهُمْ
فَغَدَوْا بِهَدْيِكَ صُحْبَةً وَرِفاقَا
السُّنَّةُ الغرَّاءُ تَجْرِي أَنْهُرًا
تَسقي قلوبًا ماءَها الرَّقراقَا
وشريعةٌ سمحاءُ أَهْلَكُ دُونَها
مِنْها اتَّخَذْتُ عباءَةً وَنِطاقَا
صلَّى عليكَ اللهُ والمَلَأُ العلي
والكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ رَامَ عِناقَا
صلّى عليك اللهُ ما سَجَدَ الوَرى
واجتاحَ شوقِي قَلْبِيَ المُشْتَاقَا
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
قصيدة أشواق

زر الذهاب إلى الأعلى