أدبي

الاختبار الأخير

وقت النشر : 2021/12/09 08:43:12 PM

الاختبار الأخير
بقلم: دلال أحمد الدلال

تعودت منك أن تضع لي امتحانات وهمية، كنت أدَّعي الغباء لتقرأ ما بين سطوري بشفافية، حتى وصلنا للامتحان الأخير وقد أعددت له بحنكة غير عادية، وبداخلك أصدرت النتيجة قبل أن يبدأ اختباري والنتيجة نهائية.

السؤال الأول والأخير:
اختر من بين القوسين (هجر_فراق_بعاد)، كلها أسئلة إجبارية.
خدعتني بسؤالك والتقطت الطُعم بأريحية
واخترت، لم تقرأ إجاباتي، لم تقرأ ما بين السطور بحيادية وكأنك فقدت القدرة على القراءة، أم أنك فقدت نظارتك القلبية؟!
فرسبت أنا بامتحاني لأني تسرعت وكنت غبية، ورسبت أنت بوضعك لأسئلة تعجيزية.
في النهاية، خسر كل منا وكانت النتيجة..سلبية.

***********************

ذبيح هواك
بكت المراود من حرقة دمعي، فاحتبست الدموع بعيني، كفكفت دمعي بالنبرات.
حين قلت لي: دمعك غصة بقلبي
قلت: هواك أعلَّني، فهل لديك دواء لسقمي؟!
أخاف من كثرة الدموع أﻻ تبصرك عيني،
فهلا أتيت بقميص من بالبئر ملقى بغير ذنب؟

تكالبت الظروف عليّ، وما حيلتي؟
فقدت صبري، تميد بي اﻷرض من الحسرات،
وأظل بليل سرمدي وحدي أملأ اﻷيام صبرا من كأس صبابتي، وأغفو بوسادة من نار شوقي،
اختصرت الكون فيك فكنت أنت في الواقع حلمي، اعتصرت القلب ألما بحب بدون أمل،
صراع في شغاف القلب مزق شرياني وأوقف نبضي، عاث الفراق فسادا في أرضى، فتمزق القلب أشلاء بكل درب.
نار تستعر بداخلي بلا شكوى ولا عتب
فبكل أرض وطأت قدماك يكون وطني
بلغ الشوق منتهاه، فهل أخفيك تعبي؟
ما عدت أقدر على إخفاء ضعفي
بليلٍ مُسهَّد أقاوم يأسي
وأصحو على تغريدة بلبل أملي
ذبيح هواك بات للجنون مثلا يحتذى
فهل سأظل هكذا، أم سأنتظر يوم حتفي؟!

************************

تبادلنا الأدوار
سقطت عنوة بعدما أدمنت في سمائك التحليق
وتخلَّف الطير الطليق عن السرب يتوارى
تبادلنا الأدوار
أصبحت كل أيامي حزينة، وانزويت في زوايا الانكسار وحيدة تنهش صقور اللوم أجنحتي،
وجحافل الخيبات ترشق قلبي كالأمطار
ولا ملاذ لدي فقد حطمت كل حصون العناد
وأصبحت عالقة في جوف جب الندم ألعن الأقدار.
أستحلفك بالله، زر تلك الأماكن التي هجرتها واعقد مع الفراق هدنة قبل أن أنهار.
تناحرت الأماكن فيما بينها فأُريقت منها الذكريات كالأنهار، سيل من الأشواق بات مدمرا
كطوفان يداهِم ليلي بل هو إعصار، وأنا أدُسُّ أشواقي كل ليلة تحت وسادتي في ليل مسهد الأفكار، أجر أذيال خيبتي في منامي وأقُد أثواب الفراق بلا أمل وأعود أرتق بالأمل أحلامي وأختلق لك الأعذار.
يا للعجب!!
استباح الوهم كل الحقائق وأصبح جليا كالأنهار،
أدَّعيت أنني صدقت كل كذباتك وأنني آثمة وبين قضبان الذنوب أنتظر القرار، لكنني أخفقت في تقديري ورسبت في هذا الاختبار.
وهنا…أيقنت أنه لم تعد لي حرية الاختيار؛
فقد تم الحكم علي بالفراق المؤبد بعدما طال الانتظار، فعدت أبحث عن قناع يخفي عيونا أدماها الفراق وكادت أن تفقد الإبصار.

الاختبار الأخير.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى