أدبي

حنينٌ إلى الماضي

نوستالجيا

وقت النشر : 2021/12/15 06:42:34 PM

حنينٌ إلى الماضي
بقلم: ولاء عبد المنعم

ويكأن الحنين يأتي مع تلك النسمات الشتوية، يداعب كل منهما خلجات القلب فتنتشي الروح، ويحلق بها لتلك الدروب والأبنية فنتحسس أطياف السنين الماضية، تهفو بها بعيدا إلى حيث السكون، نغمض أعيننا فنضم كل ملامح الماضي ونعانقه كما الراحل بلا عودة، نعود أدراجنا ونطوي الحنين بدواخلنا، وترتسم على محيانا ابتسامة هادئة تسكن إليها الروح والقلب على شاطئ الذكريات، لذلك نربط سعادتنا بأشخاص أو أماكن كالطيف تمر أمام أعيننا، تهيم بنشوة عارمة تجتاحنا، والحقيقة أن شعورنا وقتها هو الذي أسعدنا؛ لأن رحيلهم أو تغير ملامح الأماكن لن يغير من ذلك الشعور، ثمة مشاعر تنبعث دائما مع كل موقف يشبه ذلك الذي كنا نشعر به.
مع اختلاف الزمن والأشخاص نستطيع أن نفرح بكل زمان ومكان، لكننا دفنا أفراحنا في قبو الزمن، نختلس النظر إليه كلما تاقت نفوسنا لابتسامة ثغر أو نشوة روح، ويكأن الفرح مرهون بتلك الذكريات، قابع فيها لا ينفك عنها إلا برائحة مطر وعبق الماضي يسري على جدران الأبنية، ودندنات أنشودة كانت تخط عزفها بوتين قلوبنا فتتراقص عليها نبضات العروق كلما مرت علينا.
الفرح بدواخلنا، لكننا لم ننظر إلا لذلك الذي كان ولن يعد.

حنينٌ إلى الماضي.

ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى