من قال لك؟!
بقلم: صفاء كروش
حياتي بين يمينك، إذا غبت عني جالسني ظلك، أهتف باسمك، لم الفراق؟! تحمل معك حقائب النسيان، من قال لك أريدها جنة؟! الجنة في وجودك، واللظى في بعادك، هل ستقدر على الحياة دون أرضك، وسماء غير سمائك، وتصاحب نجما غير نجمك؟!
من سيروي زهرتك؟! إن الشوق يلتحف بالنار؛ هلا نثرت عليه زخات الرجاء؟!
تمهل قبل الرحيل؛ فالقلب مفعم بالحنين ويحدوه الأمل بالبقاء، خطوط يدك يحفظها كفي، أنَّى لك الفراق؟!
قلبي يحترق وقد طالت نيرانه عنان السماء، هلا أطفأت لظاها قبل الرحيل، وعلّمت قلبي
الجفاء، وأجدبت أرض الشوق والحنين، وزرعت بستان الهوى بالأشواك؟!
أمتَ أنين الروح؛ فموته وصقيعه سواء، وأبدلتَ ثوب العرس بثوب الحداد، أسكتَ صدى صوتك في الأرجاء.
امحُ آثار عطرك في الفراش، صف لي سماء عشقك الملبدة بغيوم الخوف والغياب، ألم ترَ كرات الصوف؟! لمن أغزل خيوطها وقد تبعثرت تحت قدميك؟! ها أنت تقول دقت ساعة الرحيل.
رجاء، لملم أشياءك ولا تخلف شيئا. لا، لا تلملم أشلاء قلبي، وأغلق باب الحزن والهجران وراءك.
