أدبي

اللغة العربية

وقت النشر : 2021/12/20 04:56:23 PM

اللغة العربية
بقلم: عزت أباظة

اللغة العربية جميلة، قوية، ضخمة، فخمة، أعشقها وأحب تنوعها بين فصحى التراث العتيقة والفصحى المعاصرة، بين لغة الكتابة الموحدة واللهجات المتباينة.
إن العربي الذى منحه الله ملكة الكتابة هو رجل محظوظ أي حظ؛ فلديه معين لا ينضب، وتلقاء وجهه بحر عميق غوره لا تكدره الدلاء على كثرتها.
في رأيى الشخصي إن أكثر صور العربية إمتاعا هي لغة كتب التراث التي عشقت ما فيها من فخامة وبلاغة وعظمة، ولقد علقت في ذهني كثير من جمل كتب التراث ذات الرنين المدهش مثلا(كان ينوى الغزو فبدا له) أي أن شيئا ما جعله يغير رأيه
ومنها (لما تولى ولي وعزل وقطع ووصل) … مفهومة
ومنها (انتقضت الكوفة) … أي خرجت عن طاعة الخليفة
ومنها (فأباد خضراءهم واستأصل شأفتهم وخرب حاضرتهم) … في وصف النصر العسكرى الساحق
ومنها (فسمل عيونهم، وجدع أنوفهم، وصلم آذانهم)… تشويه الأعداء”تأمل اختصاص كل جارحة باسم يوضح تلفها”
ومنها (يا قوم مات مفلق الهام، ومرمل الأيتام، وسيد أهل الشام)….جارية تصرخ معلنة موت الحجاج بن يوسف.
ومنها( فما هى إلا ساعة من نهار ثم منحهم الله أكتافهم يقتلون ويأسرون ولم يشذ منهم إلا الشريد) مفهومة
ومنها(فقبض عليه أمير المؤمنين وأمر بمصادرته) والمصادرة هى تعبير عن وضع اليد على كافة ممتلكات المقبوض عليه، وكانت عقوبة تدر دخلا على الخليفة
..
أجمل فصحى هى فصحى التراث؛ فخمة الألفاظ كلماتها ذات رونق وتكاد لفرط حلاوة منطقها أن تنشر عطرا فيما حولها، قد أحشو في كلامي أحيانا حين أكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات وجملا من التراث الجميل ليس بغرض التندر أو التفكه وإنما من باب إظهار الولاء والانتماء والحب.
اعلم – أيدك الله – أن لغتك هي جزء من هويتك، مثل اسمك وملامح وجهك، فكما تصون اسمك ووجهك من الأذى وجِّه جزءا من صيانتك إلى لغتك الأم؛ فتحدث واكتب وفكر بها، وافخر وافتخر وتفاخر؛ فبين يديك سيدة لغات الدنيا.

#تمت_المراجعة_والتنسيق_من_قبل_فريق_ريمونارف

ذات صلة
زر الذهاب إلى الأعلى