أدبي

مناجاة

وقت النشر : 2021/12/21 02:13:25 PM

مناجاة

بقلم: عزة النوبي 

 

ربّاه، اغفر ذنوبًا أنتَ تعلمُها،

ذات صلة

أجهلها، فاغفرها واجبر فؤادي وحقق مَطلبي،

سَقمَ الوتينُ وذَبُلت بَسمَتي، 

 والروحُ باتت تَئِن…..أين وِجهتي؟!

لا الصمتُ يُجدي ويرتضيهِ واقعي

 ولا على الفِعلِ أقوى

فارحم يا رب ضَعفيِ وقِلّةَ حيلتي

مناجاة

أوتدري أمرًا؟! 

لا أُخفيك سرَّا.. لقد تعبت الأقدام حتى مـَلّت وكلّت الحياة، استَحَالت المَشيَ على أرضٍ خلت إلا من الشوك، كم مرّة تعثّرت وزلّت القدم فتسقط في حُفرة لتخرج منها ظانّة النجاة فتسقط في أخرى…يا لهُ من وجعِ حياة!!

تُربّت على كتفها فتقف تنْفض عنها الخوفَ والوَجَل، وما إن اطمأنت وقفت تَجِدَهُ أمامَها

طريقا مَمدودا منثورا بهِ الشوك!

أدماها…ترك فيها ندوبًا

أشقاها التفكيرُ كُلّما نظرت إليها.. 

قُروح!! يَنظُرها الناظر فتعتريه لحظات تقزّز واشمئزاز.. 

لمَ؟! ومِن أين لهذي الأرض هذا القدرُ مِن القسوة؟!

لقد خُلقنا منها وإليها مردّنا!، فلمَ توجعنا بشوكها؟! لمَ تتعمّد كسر أملنا،

وتحطيم الحُلم الذي ألفناه وألفنا؟!

لمَ تسرقُ منّا الأمان؟!

أكسَبَتنا الخوفَ منها.. حتى صار موشومًا على هامتنا، واغرورقت أعيننا وصارت تبكي -واللهِ- لأتفهِ الأسباب، والحناجر تختنق بالدمعِ فلا يُسمع مِنها إلا هَسيس!

ألهذا القدر كُنّا سُذَّجا؟!

حمقى وأغبياء، ندّعي فهمها؟!

 

حياة!

ندّعي القوةَ والصلادةَ والأرواحُ هشّة؟!

تتقاذفها الحياةُ كما تقذفُ الريحُ ريشة؟!

مناجاة

حياة تعبثُ بنا وكأننا دُمىَ!

يا لها من حياة!

يا لها من حياة!

تلك التي نحياها!!

..

اللهم هَبنا الحياةَ التي تليقُ بجميلِ وجهك وعظيم سلطانك يا الله! 

 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى