أدبي

رسالات عزيز

وقت النشر : 2021/12/26 06:33:17 AM

رسالات عزيز
بقلم: سماح رشاد

مساء الحديث!
لا تطيب المساءات إلا بك، ولا تطيب الأحاديث إلا معك، إلا قبالتك، إلا لعينيك، إلا في حضرة وجهك وكفيك وحركتهما يمينا ويسارا.

هل تعلم المسافات والغياب والبعد والساعات والشهور والكثير من الكلمات المعطوفة التي تكوِّن الوجع؟ لا توقف ركضي ولهثي إلى نصف العالم الآخر الذي أنت به، فما زلت أحدثك رغم كل هذه الكلمات التي تستوقف شعور الضعفاء في الحب. إنما أنا غسق، لا شيء يحول بيني وبين القبض بيديّ مهجتي لأنامل حديثك عبر الأثير، لنا السديم يا عزيز.

في أحد المساءات الشتوية وجدتك تجوب غرفتك ذهابا وإيابا مبعثر الأوراق هنا وهناك على المكتب والسرير والسجادة، فنجان قهوتك أصابته الخيبة من الانتظار فبرد واستسلم رغم محاولاته في لفت نظرك بتطاير بخار عبقه بالغرفة، لكنك خيبت ظنه، عرفت حينها أن قصيدة تراود أفكارك عن نفسها، ولكنها عصية لم تقل هيت لك. نعم، هكذا تخيلتك وأنت البعيد في آخر العالم، نعم أصنع حياة معك، نعم أختلق ذكريات من عدم، ها أنا أخطو بغرفتك خطوات صامتة، ألملم الأوراق وأرتب الوسائد وأبدل فنجان القهوة بغيره ساخنا لعلك تشم ريحه وتحتسيه من عمل يدي وتكتب قصيدة تحمل عبق روحي، قصيدة فريدة تشبهك ولا تشبهك، تنصفني ولا تخذلني.

ذات صلة

تذكر ديسمبر قبل عامين؟! عندما دسست بيدي قطعة شيكولاتة بها ورقة للحظ وجدت بها كلمة (أحبكِ)، نظرت إليك أتفحص وجهك متسائلة
– أأنت فعلتها؟
ابتسمت رافعا حاجبيك مدعيا عدم معرفتك
– أعليَ فعلها حقا لتعرفي؟
يا لك من مراوغ! أعلم أن هذه الشيكولاتة ليس بها ورقات للحظ، لكن أعجبتني الحيلة، وأعجبني احتلالك لي حينها، وأعجبني أنك للآن لم تنطقها لتطير لمكان لا نعلمه، أحب أن تسرها في نفسك لأراها كل مرة بعينيك أكثر توهجا ونضارة كفاكهة طازجة.

ما زلت أضع أحلاما جديدة بقائمتنا، هل تفعل أيضا؟ أظنك تفعل!
هل تعلم أني أنتظرك أن تغير وضع الكلمات الكثيرة المعطوفة التي توجع، إلى كلمات معطوفة كأحبكِ، وأعشقكِ، ومتيم، ووله بك وسأكون بقربكِ بل بكِ للنهاية.
تحرَّ القرب يا عزيز فقد فقدت الصبر على فهم قوانين الصبر، سأهددك كالعادة بخلع نظارتك وتركك تبحث عني بين أشباح الناس كعقاب على طول الغياب، فقط ألقاك وسأفعل حتما.

رسالات عزيز.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى