أدبي

قيمة التخلِّي

وقت النشر : 2022/01/02 04:19:40 PM

قيمة التخلِّي

بقلم: عزت أباظة

تتمازج داخلي كل متناقضات العالم، ويشطرني ازدواج يكاد يعصف بما تبقى من عقلي، إنني بين آلاف الناس، لكني وحيد.

مشرد أنا، لكني أبدًا لا أمتهن التسول، يقتلني الألم والإخفاق والانكسار ولا أستجدي التعاطف أو الإشفاق، إننى فقير، لكني غني”صعلوك ثري”

ذات صلة

أتجاهل الدنيا زهدًا وتتجاهلني هي غرورًا، أسقي الريحان في كل صباح فتذبل أوراقه كل مساء، بوسعي إضحاك أحجار الأرض، ولا شيء يضحكني أبدًا، أقصى انفعالات السعادة عندي هي ابتسامة باهتة من فم مغلق.

تضربني الصدمات على أكثر أوتاري حساسية فأنتشي متوجعًا وأرقص نازفًا، أدور حول نفسي حتى أفقد اتزاني، ثم أسقط وأقوم بعد حين جاهزاً لجولة أخرى، إنني لا أشعر بالملل أبدًا

رغم أنني عشت حياتي ألف مرة من قبل.

كلما أغلق هذا العالم أبوابه في وجهي فتحت أنا أبواب قلبي، وكلما تخلوا عني كلما ازددت اكتفاء بنفسي، اقترابي من ذاتي يرضيني أكثر من اقترابى ممن سواي، تعلمت الرضا وتعلمت الاكتفاء وتعلمت الحكمة، أنا لن أقرع الأبواب مجددًا، لن أكرر الهتاف ولن أدمن الطلب.

في هذا البرد سوف أتدثر بروحي، وسوف أتخلى عن تلك القيود الواهية التي تربطني، ومن هذه اللحظة لن أقتني شيئا، لن أشتهي شيئا، ولن أجعل قلبي يتعلق بشيء؛ سوف أتخلى عن كل ما يجعلني ضعيفًا محتاجًا.

بين يديّ آمال وأحلام وعلائق تربطني بالآخرين،

ما أجمل تسربها كلها من بين أصابعي رغم أنه يؤلمني. صحيح أن فى التخلي ألم، لكن عزائي أنه أهون من ألم الفقد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى