أدبي

لماذا تراودني حتى في حلمي؟!

وقت النشر : 2022/01/30 04:15:29 AM

لماذا تراودني حتى في حلمي؟!

بقلم: حسين صالح حسين فرج

 

لماذا تراودني حتى في حلمي؟!

ذات صلة

ألم ننهِ علاقتنا من أشهر؟!

ألم أقتل تلك الذكريات بكلتا يدي؟

ألم أعهد إليكِ ألا أعود إلى تلك الأحداق؟

كانت صعبة جدًا، كانت صعبة على قلبي أن يترك هذه العيون ويرحل، ولكني عاهدت نفسي بألا أفكر فيكِ ولو ثانية، عاهدت نفسي بألا أراكِ في أي درب، عاهدت نفسي بأن أغلق تلك الشرفة، عاهدت نفسي بألا أتسكع وأذهب إلى هذا الطريق مثلما كنت أفعل، كم عاهدت نفسي أن أقتل كل شيء له علاقة بكِ!

لماذا تراودينني كل ليلة في حلمي؟!

لماذا كل ليلة تقتلين تلك المسافة!!

لماذا تجعلينني أشتهي تلك العلاقة من جديد؟!

لماذا تجعلينني أشتهي تلك الأهداب؟!

ماذا أفعل لكي أنهي علاقتنا، وأعيد إلى قلبي السعادة مثلما كان؟!

أريد يوما بلا ألم، يوما أتنفس فيه، وأخرج تلك التنهيدة، تلك التنهيدة ما زالت عصية على الخروج، ما زالت عصية أن تُخرج تلك الآلام من جسدي.

لا أعلم لماذا لم تخرج هذه التنهيدة من شراييني، ألم أُنهِ تلك العلاقة؟!!

ما زالت الذكريات تكسو شراييني، ما زالت تراودني كل ليلة، كل ليلة تأتي وتبتسم وعيناها تلمع وتنظر لي وكأنها تقول: لنُرجع علاقتنا من جديد، لنُعيد هذا الحب، لنُعيد ما كان!!

كل ليلة تجعلني أشتهي، ومع كل ليلة أشتهي أكثر أن نعود، وأن تعود هذه القصة.

أُكذّب نفسي بأني نسيتك، أُكذّب نفسي بأني نسيت علاقتنا، وكم من أنفاس تسألني وأقول نسيتك!

آه يا معشوقة قلبي آه! كم هو مؤلم جدًا ما أنا فيه بدونك، كم هو مؤلم أن يسألني البعض لماذا أنت حزين فأصمت بلا جواب، وفي أحيان أقول: لا شيء، لا شيء!

لماذا تراودينني في حلمي؟

لا أعلم جوابا لهذا السؤال!!

أرجو ألا أراك حتى في حلمي، أرجو ألا تعيدي حزني مرة أخرى.

أبَيتِ وأبى قلبك في الواقع أن يعود، أن يعود لأحداقي مرة أخرى، فلماذا تأتين في حلمي، لا أدري، لماذا تراوديني كل ليلة؟!

أيا حزني، لا أعلم ما أنا فيه، لا أعلم لماذا تغيرت حياتي بعد أن كنت غمامة صافية، تبدلت إلى غمامة تشع بالعتمة والسواد، لا أعلم لمَ كل هذا!!

أنتِ من بدأت تلك الرواية، الآن، الآن يجب عليكِ أن تنهي تلك الأحزان، يجب عليك كما بدأتِها أن تنهيها.

الآن أريدك أن تنهيها بأي شكل، لا أريد أن أتعلق بكِ، كفى كل هذا الحزن.

عندما أنظر كل صباح إلى وجهي، أراه يزداد شحوبًا كأني تفاحة تعفنت مع الأيام، أريد غذاءكِ يعيد لي رونقي وبريقي، أريد شهد شفتيك يزيل ما بي من أسى، أريدك بجانبي بل أريدك في قلبي وشرياني.

كل ليلة تعيدين ذكرياتنا، فيعود طعم الشهد لشفتي، كل ليلة تعيدين لثغري طعم اللذة من جديد.

تعالي لقلبي، ينتظرك، تعالي ولا تتعالي يا قلبي،

لا تتعالي على قلبي، هل بدلتكِ الأيام، أم ذهب من قلبك الحنان؟!!

لا أدري إلى الآن، لا أدري لماذا ارتحلتِ وتركت جسدي، لا أعلم لماذا رحلتِ، ذهبت السعادة معكِ يا قِبلة قلبي، ذهبت الدنيا معكِ، مات الزمان بعدك حبيبتي، مات الكلام، ماتت شرايني بعدك، من ذا يعيدك بعدما رحلتِ؟! من ذا يعيد لحن الزمان؟!!

من ذا يعيد للدنيا ابتسامتها من جديد؟!

ألم تتركِي جسدي!! لماذا تراودينني في حُلمي،

لماذا كل ليلة تعيدين الذكريات؟!!

أتعلمين يا قِبلة قلبي، أتعلمين؟ عندما رحلتِ رحلتُ معكِ، رحلتْ قصائدي، رحلتْ كلماتي بأكملها عندما تركتِها وحيدة تنعي المرض، ظلت كلماتي ملقاة تحف مجلسي وتشتهيكِ، تشتهي

عينيكِ لتكتب أجمل الكلمات، كلماتي على فراش الموت تبكي من فراقنا، تنتظر حبيبتي ولو لقاء، تنتظر ولو لقاء يعيد لها الأحرف التي فُقدت كما فقدتك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى