أدبي

أيَا دميةً

وقت النشر : 2022/07/15 05:40:36 AM

أيَا دميةً

بقلم: أسماء سعيد

أيَا دميةً

أيا دمية، أخبريني بالله: من أحق بالملابس فينا،

من أولى بستر جسده من حرارة الصيف، من برودة الشتاء، من غبارٍ في الربيع؟

مَن مِن المفترض أن يغطى، يدلل، أو حتى يحصل على أبسط حقوقه؟!.

لا يترك مدرسته مضطرا ليبحث عن لقمة تسد رمقه وقد لا يجد. يسير في الطرقات حافيا في الحر تُلسع أقدامه، وفي البرد تتجمد، تتألم. يقترب العيد، يخرج باكرا، لرزقه ساعيا، ولا يجد من الرداء ما يلبسه، يجمله. وفي أثناء عبوره

مثقلا مهموما بأشياء أكبر منه يجد ما يتوقف أمامه متفكرا في دمية يُعرض عليها ثياب وهو لا يجد ما يلبسه، يتمنى لو ضحك له القدر وارتدى ولو قميصا جديدا على بنطال عنده مهترئ بدلًا من أن يقضي العيد ببيتهم منطويا على نفسه، مخبئًا بصدره أحلامه، يزفر ضيقا ولا يجد لهمومه مخرجا.

أيا دمية كفى. سأبتعد عنك وأسير مولِيًا لك ظهري؛ فالتفكير سيتعبني أكثر، والنظر سيهلك قلبي أكثر، وما من مفر؛ ففي ظرفي، لا يليق التأمل فيكِ، ولا يصلح الحلم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى