أدبي

عشرون عاما يا أبي

عشرون عاما يا أبي

وقت النشر : 2022/03/07 05:11:26 AM

عشرون عاما يا أبي

بقلم أشرف النعماني

عشْروْن عامًا يا أبي

ما زلت أرْفض نحو

قبرك أن أسيرْ

مازلت طفلا حائرًا

عَجَزَتْ بهِ الأفهامُ

عن هذا المصيرْ

ما كنْتُ أعْرفُ وقتها

أنّ النهايةَ قدْ أتتْ

أنّ هو الأخيرْ

قد كنْتُ طفلًا لا أبالي

بالحياة ولسْتُ أدْري

أنّها حلمٌ قصيرْ

قد كان ظنّي أنّني

سأعيش فيها العمرَ

لا أبكي من الأحزانِ

بالدمع الغزيرْ

فأتى الفراقُ أذَاقني

منْ كأسهِ ألمًا مريرْ

مازال طعم الفقد يسري في دمي

مازلتُ أخشى الذكرياتَ

إذا توالت في ظلام الليلِ

تسألني عن الأحلام والأيامِ

والأمل الأثيرْ

مازلت أجهل كيف أحيا بالحياةِ

وكيف أمضي في الدروبِ

وكيف وحدي أن أسيرْ

طرقٌ صعابٌ ياأبي

والطفل أعجز ما يكون عن المسيرْ

فهنا ستسحقنا الدروب بليلها

وهنا سَرايا لوعتي

جمعٌ كبيرمن شجون المتعبينْ

كل الأمورعَجزْتُ عن إدراكها

إلا الفراق عرفتهُ

وفهمت معنى أن تكون بلا رفيقْ

الآن أفهم ما جرى

وحكاية الطفل الصغيرِ

مع الأماني تنتهي

كل الحكايا تنتهي

لاشيء يبقى للزهور

إذا انتهى منها الرحيقْ

كل المواجع في الحياة هي الفراقْ

مهما تعدّدت الأسامي

والمعاني والصورْ

يبقى الفراق هو البداية والنهايةُ

والدموع المستباحة والمساقْ

لا شيء يعدل أن تكون مُحطّما

ومبعثرا مثل الرمالْ

لاشيء يعدل أن تكون

ملامح الأحباب في يدنا خيالْ

كل التصاوير القديمة والجديدة عندنا

تبقي بقايا من ظلالْ

يوما ستعرف يا أبي

كيف استكان الدمع في عيني وطالْ

يوما ستعرف أنني قد صرت طيفا

في زوايا العمر ينتظر الزوالْ

يوما ستدرك يا أبي

أن العبارات الحزينة في يدي

كانت تفتش في ظلام الليل

عن طيف محالْ.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى