أدبي

ملامح

وقت النشر : 2022/03/10 04:03:27 AM

ملامح

بقلم: شيماء عبد المقصود

ولا عجب أن تبدأ الحكاية بالنهاية، وقبل أن يفصح اللسان بالكلام، بل وتُطمس الملامح قبل حفرها، ومهد الطفولة ينوب عنه الحرمان.

في يومٍ كهذا، جُمعت كل تلك التفاصيل في صندوقٍ خشبي أقرب ما يكون لتابوت آلهة كآلهة الحب والعطاء، نبتت من روحها شجرة وارفة الحب، تسري ظلالها فوق الجميع لتحجب

عنهم الأرواح الشريرة بروحها الطيبة، ومن ثمارها تمنحهم الترابط، ولرُّبما كان مفتاحا سريا للأمان، والأعجب أنه من يوم أن ماتت الآلهة حزنت الشجرة ونضبت، فسل الثمر عن ينعهِ!!والأغصان، كيف صار حالها؟ فلهم في الموتِ احتسابٌ وللبلية اختبارٌ.

تكفيني أقل الكلمات وأقصر العبارات كي تمسَّ أحرُّفي أقصر حكاية بدأت من يوم أن ضلَّت خُطى رجليها بين السائرين في الغدوةِ والروح، وصوت قرع النِّعال، ودوي الهمسات التي توارت خلفها دموعٌ وصرخاتٌ ساكنة، تتتبعهم بنظرات ،وتساؤلات ،ومفردات، وتعبيرات تحتاج لتفصيلٍ مًسهب، لكنها لم تجد حيلة إلا أن تُضمر للصمت لغة، ومن يومها أودعت كل تلك التفاصيل المجهولة في صندوقٍ خشبى مرَّ بجانبها واختفت ظلاله، كانت لا تدري أن عروشه ظلال الروح من زمهرير الزمان، وقربه ثمرة الحب والأمان.

أيادٍ لا حصر لها مُدت تحمل الجثمان، ملامحهم حُفرت كنقشٍ على حجر، وملامحَهُ كعصف هوى جامح في ذاكرة النسيان، ذكراه صورة تعانقنا على حائطٍ تفيضُ بأنهارِ الحرمان.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى