علمتني الحياة

علمتني الحياة

بقلم: عزت أباظة

علمتني الحياة

العزاء والسلوان هو أنني أتعلم، وكلما اختبرت ألما من نوع جديد استطعت التأقلم معه، عرفت كيف أربط على جراحي وأرشها بالدواء، تعلمت كيف أواسي نفسي بنفسي، وتعلمت أن الحاجة تشد عيوني دائما للأرض، والأولى بي أن أرفع رأسب وأتطلع إلى السماء.

تعلمت أن الوحدة ليست سيئة على الدوام؛ في وحدتي عرفت نفسي وارتحت لها، وجدت أنني شخص حلو المعشر لا بأس بصحبتي، تعلمت أن المثالية لا وجود لها، وأن الكمال المطلق لله سبحانه وتعالى، تعلمت أن أواجه أسوأ مخاوفي

فأهزمها حينا، وتهزمني أحيانا.

تعلمت أن كل شيء حلو، فيه مرارة خفية.

تعلمت أن اللطف، والصدق، والتسامح، والمودة، والكلمة الطيبة هم جواز المرور لدخول قلوب الناس، تعلمت أن الركض وراء الرغبة يقتضي اللهاث كالكلاب، فاخترت أن أسير ببطء السلحفاة، لا أرغب ولا أشتهي، لا أنتظر ولا أتوقع، لا أتمنى ولا أريد.

عرفت أن حبي سيقتلني ألف مرة، وتعلمت كيف أنجو، وأعود، وأموت في دائرة مغلقة، تعلمت السيطرة على إحساسي، وتعلمت من حبيبي التعقل، تعلمت أن إخلاصي له ليس فرضا وخلقا نبيلا، وإنما هي متعة أن أكتفي بحبيبي دون غيره، وتعلمت أن عند حبيبي ما لن أجده أبدا لدى أي شخص آخر.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف