أدبي

النجاة

وقت النشر : 2022/03/28 07:32:13 PM

النجاة

 

بقلم /أسماء أحمد 

 

من الممكن أن نتعرض في أي وقت من

حياتنا لظروف نفسية صعبة، حينها تشعر

بأنك مسلوب الإرادة، خائف، هائم، لا

تشعر بطعمِ الحياة ولا تدركُ أليلا هي

كانت أم نهار ؟!

 

فقط تعد الدقائق والساعات أملا أن

تنقضي، أن تعود من حيث أتت، ترى

الوقتَ مملا، قاتلا، ولكن هيهات، فكل

دقيقة تمرّ عليك تأخذ من روحك قطعة،

تأخذُ من نفسك حياة. تشعر وكأن العالم

قد انتهى عند تلك النقطة، يتوقف حيث

توقفت أنت.

 

ذات صلة

تلك اللحظات التي تتذكرُ فيها كم أنت

تعاني، كم تتألم.

يا لهذا الحظ السيء الذي يضعك في

أسوأ ما تكون!

إنه يبدل ملامحك، يغيّر من نفسك،

يشعرك وكأنك لست أنت، لست ذاك الذي

كان يركض ويخرج ويعود مُقدمًا على

الحياة!

 

ولكن يا ترى ما هو ذاك الذي يُلقي بنا إلى

ذلك المصير ؟!

أهو خطأٌ ارتكبناه؟ أم سوء تخطيطٍ، أم

ضعفٍ، أم صفعةٍ من أيادي المحبين؟

يا له من شعورٍ قاتلٍ عندما تتلقّى

الضربات من أعز وأقرب الناس، إحساسٌ

يطاردك كم كنتَ غبيًا! كم كنتَ أبلهًا!

بل كنتَ في غيبوبةٍ لم تفِق منها إلا حينما

سمعتْ أذنيك تلك الصفعات، صفعاتٍ

أرغمتك أن ترى تلك الحقائق التي لم تكن

تدركها، بل ربما أدركتها ولكنك تغافلت؛

من أجل الود، من أجل قلبٍ عامرٍ بالحب،

من أجل تلك الطيبة التي آسرتك بقيودها

ولا تنوي إطلاق سراحك.

أصبحت أسيرًا لما تمنيت ودعوت، ولكن

ألم يكُن من حقّك عليهم أن يُراعوا ذلك؟

أن يُدركوا كيف للخذلان أن يصنع بك؟!

ألم يشعروا للحظةٍ كيف للكلمة أن تغير

من نفسك، أن تأخذك من وضع إلى

أبشعه، إلى شعورٍ بائسٍ وحياةٍ لا طعم

لها!

 

لقد عانيتَ ما هو فوق الوصف، وما هو

فوق الشعور، لقد ذُبح ذلك القلب بسكينٍ

باردٍ جعلك تتألم في كل لحظه تمر عليك.

ولم يحد منه سوى القرب؛ القرب ممن

خلقَنا وهو أرحم بنا من أمهاتنا، القرب

منه نجاةٌ وفوزٌ وأملٌ جديدٌ يشرق مع كل

صباح، أملٌ يجعلك تستصغر ما كنتَ

عليه، ويهوّنُ عليك كل صعبٍ، ويهمسُ

لقلبك بأن هذا ما هو إلا الحب.

الابتلاءُ حب، والعذابُ حب.

فما هو آتٍ ليس إلا السعادة، ليس إلا

جبرًا يليق به.

اترُكْ لخيالك العنان وتصور ماهية ذلك

الجبر وحلاوته.

 

إنّ مجرد التخيل سعادةً لا نهايه لها، إنه

يحبك ويحب قربك منه ومناجاتك له، ولا

يوجدُ في حياتك ما هو أهلاً للقرب إلا

هو، فإذا أحبّك فإنه يديْك وعينيك

وأُذنيك، ألن يكفيك هذا جبرًا؟!

 

دعك من كل هذا الهراء الذي حولك

واقترب .

اسجد واقترب فالسجود له راحة،

السجود نجاة، السجود حريةٌ واختيار.

 

إلى كل مكتئبٍ وحزين آلامته ظروف

الحياة، أبشِر فالليل ينقضي، والعتمة

تضيء، والشمس قادمةٌ لا محالة.

إياكَ والقنوط، لا تيأس، احمِد الله في كل

دقيقةٍ وثانية.

احمِد الله أنّ لك ربًا هو الإله.

 

تمت المراجعة والتدقيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية

زر الذهاب إلى الأعلى