الصوم عند المصريين القدماء

الصوم عند المصريين القدماء

كتب: بسمة أشرف عبد الرازق

شرع الصوم عند قدماء المصريين وقاموا بالصيام في أعيادهم كنوع من التقرب إلى المعبود، وكلمة صوم جاءت من كلمة مصرية قديمة مكونة من قسمين وهما “صاو”، والتي تعني “يمتنع”، وال “م” بمعني “عن”، أي يمتنع عن، والمقصد هنا من الامتناع هو الامتناع عن الطعام أو الشراب أو الكلام، وهنا نجد سؤالًا، هل كان بالفعل يوجد صيام في مصر القديمة بشكل عام؟!

نحن نعلم أن الصوم فرضٌ فُرِض على المسلمين وأن الصوم عبادة شرعها الله لعبادهِ حتى يتطهرون من ذنوبهم والتزكية عنها.

دكتور وسيم السيسي يجد أن الإجابة في القرآن الكريم حيث قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وبالتالي نستنتج من هذه الآية أن الصيام فُرض على أمم سبقت المسلمين، وهناك وثائق وشواهد تاريخية تؤكد ذلك.

وهناك من قال أن المصريين القدماء كانوا من أقدم الشعوب الذين كانوا يقومون بالصوم، والامتناع عن الطعام والشراب لهدف الفوز برضا الإله ولتهذيب النفس.

ينقسم الصوم عند المصريين القدماء إلى نوعين -وهذا بالإضافة إلى أنّ الصوم عندهم كان ما بين المستحب والواجب والتطوع- وكانت تختلف طبيعة الصيام على حسب المكانة الاجتماعية، وهما:-

صوم الكهنة: فكان صوم الكهنة يختلف عن صوم العامة، فالكاهن يصوم ٣٠ يوم، ويختلف طبيعة الصيام فيهم كل ١٠ أيام.

– أولًا يقوم بصيام ١٠ أيام عن اللحوم والنبيذ، ويعقب ذلك تلقينه واجباته بالمسائل المقدسة.

– بعد ذلك يعود ليصوم ١٠ أيام أخرى، ولكن تلك المرة لن يصوم عن الطعام، فهو فقط سيُحرم من كل طعام فيه الروح، ويتغذى على خبز الشعير والماء، فيصعد ويرتقي إلى مرحلة أعلى في المهام الروحية.

– أما في ال ١٠ أيام الأخيرة، يُمنع عن جميع أنواع الطعام والماء، حيث كان يبدأ صوم الكهنة منذ طلوع الشمس حتى غروبها، وكان يشتمل صومهم على عدم مشاهدة النساء أي البعد عن الشهوات، وكانوا يقضون يومهم في التطهر والنسك والتعبد <<وهذا ما قاله الدكتور ريحان>>

صوم الشعب: فكانوا يصومون في كل عام ٤ أيام متتالية، تبدأ أيام صيامهم عندما يأتي اليوم ١٧ من الشهر الثالث من فصل الفيضان، فيكون الصوم كامل <<يمتنع فيه الصائم عن الطعام والشراب والنساء>> فيمتنع الصائم عن كل هذا منذ طلوع الشمس إلى حين أن تغرب.

وكما كان يوجد صوم يسمى بصيام الانقطاع، وكان حوالي ٧٠ يوم، ويمتنع فيه عن كل الطعام ما عدا الخضراوات؛ وأيضاً كانوا يصومون أيام الحصاد، وكانوا يعتقدون أن صيام ٣ أيام في الشهر يساعدهم علي الحفاظ علي الصحة، وكانوا يعتقدون أن الصيام وسيلة للتقرب لموتاهم، وهذا لأن صيام الأحياء لديهم كان يرضي موتاهم ، لأنهم لم يأكلوا من طعام الدنيا.

وإذا نظرنا إلى مقولة “وحوي يا وحي إياحه”، التي نذكرها دائما في رمضان، فنجد أن أصلها يرجع لقدماء المصريين، فكلمة “وحوي” جاءت من كلمة “واحا” بمعنى ظهر، و “إيوحه” جاءت من كلمة “يوحا” وهو ملاك القمر، وبالتالي تعني “اظهر أيها القمر” وهذا لكي يبدأوا بالصيام، وبعد انتهاء الصيام كان يأتي عيد مكون من يومين.