أدبي

أبي

وقت النشر : 2022/04/20 10:59:24 AM

أبي

بقلم: بشائر حميد محمد

لمَ لمْ تخبرني بأنك سترحل قريبًا؟!

ولمَ لمْ تشرح لي كيف أتنفس، أبتسم، أتقدم بعد تركك إياي!

كيف استساغ قلبك الهجرة بعيدًا وأنا مازلت أحبو في متاهات هذه الحياة الشرسة!

أخبرتني مرة بأنّي ضياء روحك، فما لي أراك أدبرت مخلفًا ظلامًا أبديًا في روحي يقتات الوجع على فتات صبري،

وتغرق الدموع أنفاسًا أعياها السّهد.

وجمر لوعاتي لأحضانك أحرق إيماني بعهودك.

تمرست نائبات الدّنا حولي بعدك، وأعلنت بأني خصمها الأوحد.

بينما أشرأبت أنياب الدهر قاسية في ابتساماتي.

أضعتَني منذ تلك اللحظة التي سقطت يدك في جبّ خوفي من كابوس الوحدة.

هل يحق لي أن أعترض؟

وهل يجوز لي أن أمانع ؟

هل ستعود إذا أخبرتك إني متعبة؟

أسيشفق قلبك إذا ما سمعت أنيني ونحيبي؟

احتضاراتي بدأ عدها التنازلي ولا أجد لذاتي معينًا.

استفاقاتي مرهونة بلمسة كفك التي بردت.

وأزري فك رباط جأشة مع أولى قبل الوداع.

لا أريد أن أبقى وحيدة فأرجوك ابقَ.

لن أزعجك أبدًا بثقل فضولي وتساؤلاتي.

وما عدت أزيد بدلالي وتبختري في حضرتك.

سأعانقك أقوى من السابق حين تعود إلى المنزل.

وسأرويك بقبلي حتى ترتوي.

وسأتعلم قراءة الأفكار لكي أحزر ما يدور بخلدك فلا أزيد عليك من تعب الحياة ومشاقها.

لن أعيا بعد الآن فأزيد من ضيق صدرك كدرًا على حالي.

عد يا أبي، وستجدني أحفظ أسماء النجوم والزهور التي لم تكمل لي قصصها بعد.

ماذا عن الدعاء الذي بدأنا بحفظه توًّا؟!

من سيسمعه لي؟ ويقيم أخطائي، ويشذب أوراق عمري بعدك.

أرجوك أبي…عُد إليّ.

أبي
أبي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى