مقالات متنوعة

يـــوم الحســـــاب

وقت النشر : 2022/04/24 10:18:13 AM

كتب: إيهاب فاروق 

قال الله تعالى:” ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ” الإسراء 33، كما قال أيضا: ” والذين يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا” الفرقان 68،69، ويقول عز وجل: “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” المائدة 32.

عن عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ” أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء”،

وروى الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله تعالى عنهما-: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: ” لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما”، وروى أبو داود عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أنه قال: ” كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا رجل يقتل المؤمن متعمدا أو رجل يموت كافرا”.

صدقت يا سيدي يا رسول الله وصدق قول المولى عز وجل، وهو قول الحق، فهكذا أمرنا الله سبحانه وتعالى، وهكذا أكد رسولنا الكريم على حرمة الدم وعقوبة قاتل النفس بغير نفس.

وهكذا اجتمعت كل الأديان السماوية على حرمة الدم والنهي عن قتل النفس إلا بالنفس، لكن شياطين الإنس ما زالت تتغلغل في نفوس الشباب وتختار منهم من تجد في نفسه استعدادا وتعطشا للدم.

وإذا نظرنا نظرة واقعية إلى نوعية الشباب التي ترمي بنفسها في براثن الإرهاب نجد النوعيات على النحو التالي:

– شباب ورجال خارجين عن القانون كأصحاب السوابق، ومرتكبي الجرائم في بلادهم كالقتل أو السرقة أو تجارة المخدرات والبلطجة.. إلخ.

– شباب متعلم ومثقف علميا، ولكن مع الأسف جاهل بأمور دينه.

والجميع ينجرف خلف البعض من هؤلاء المدنسين المزيفين والمختبئين خلف لحاهم الطويلة، وجلاليبهم التي تحمل تحت طياتها شياطين الإنس.

وللأسف، بعضهم من حفظة القرآن، لكنهم يعرفون كيف يتلاعبون بالألفاظ، وكيف يحرفون المعاني والآيات ويسخرونها ليصلوا إلى تلك العقول الفارغة والأنفس الضعيفة ليأسروها بحلو حديثهم وعذب كلماتهم، فيأخذوهم إلى عالم مغلق، هو عالم نجس بين أروقته يستبيحون الزنا والعياذ بالله، يتاجرون بالمخدرات ليجنوا أموالا تمكنهم من شراء أنواع السلاح التي يستبيحون بها دماء وأرواح الأبرياء.

أي عالم هذا الذي يتخفى خلف كلمة الإسلام؟! إنهم يشوهون عبارة “الله أكبر” يا سادة، يدنسون ديننا ويجعلون أصحاب الديانات الأخرى ينظرون إلى ديننا على أنه دين الإرهاب والقتل وسفك الدماء.

واحسرتاه على شبابنا الذي ينضم إليهم ويساعدهم دون أن يدري أنه يساهم في تشويه صورة دين الرحمة والتسامح والحب والإخاء!

أمرنا الله -عز وجل- في كل شرائعه السماوية “اليهودية – المسيحية – الإسلام” بالحب والسلام والمحبة والرحمة، فيا أيها الشباب المخدوع، المضلل باسم الدين.. انتبهوا.. إنما الدين لله وحده، والحساب بيد الخالق، والآخرة قادمة لا محالة، وجعل الله سبحانه وتعالى محمدا -صلى الله عليه وسلم- خاتما للأنبياء، فأفيقوا.. فيوم الحساب آتٍ لا ريب فيه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى