مقالات متنوعة

اختيار الصديق وأثره في حياتنا

وقت النشر : 2022/05/10 09:21:45 AM

بقلم: محمد شبكة

الصداقة هي علاقة من أسمى العلاقات؛ إذا ما اتسمت بالمضمون الحقيقي لهذا المفهوم لمعنى الصداقة؛ وما دامت قائمة على المحبة والود والصدق؛ فمن المهم أن يكون لك صديق، يصدقك القول والفعل، فنحن عندما نختار صديقًا نكون بذلك قد فتحنا له بابًا إلى خصوصياتنا، فيطلع على الجوانب المهمة من حياتنا وأسرارنا، لذلك فالصداقة حقا هي من أهم العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين اثنين أو أكثر من الأشخاص، علاقة ليست مستحدثة، وإنما معروفة منذ أقدم العصور.

 

وللصداقة أهمية كبيرة في حياتنا، كما أن لها أيضا مخاطر عظيمة، فلذلك كان لزاماً علينا أن نحسن الاختيار، فقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.” ومن هنا كان واجبًا علينا أن نحسن الاختيار.

 

للصديق الجيد سمات وملامح نقوم على أساسها باختياره، منها:

 

_ أن يكون صاحب أحلام وآمال مستقبلية تتسم بالتفوق والتطلع لمستقبل أفضل، وهذا النوع من الأصدقاء يعينك على التفوق والرقي بأفكارك، ويساندك بصدق في تحقيق أحلامك وطموحاتك.

 

_ أن يكون مشهودا له بالصلاح والتدين، والفطنة ورجاحة العقل؛ فمن له مثل هذه الصفات يكن متوازناً في عقلانيته، مدققا لصغائر الأمور، فطنا في رؤيته، صائبا في قراراته.

 

_ أن يكون صديقا قويا في إرادته؛ لا يتخلى عنك في المواقف العصيبة، فيكون بجانبك دائما وقت الشدة كما وقت الرخاء، وتجده في كل وقت تحتاج إليه.

 

_ الصديق الذي ينصت إليك إذا تحدثت، فيسمعك بوجدانه قبل أذنيه، وإذا سمع منك سرا حفظه، وكان أمينا لا ينقل لك ما يقال عن غيرك.

 

_ الصديق الحق من لا يجاريك في أخطائك، وإنما ينقدك نقدًا بناءً، ويكشف لك عيوبك برفق من أجل إصلاحها.

 

اختيار الصديق في الاسلام

 

حرص نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على أن يختار المسلم صديقه بعناية فائقة، باعتبار أن الصديق هو جليسك، وينعكس عليك، كما جاء في رواية أَبي موسى الأَشعَرِيِّ أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً” متفقٌ عَلَيهِ.

فالصديق الصالح هو من يدلك دوما على أبواب الخير، ولا تسمع منه إلا طيبا، وصديق السوء هو من لا يهمه ما ينفعك، بل فقط يبحث عن مصلحته عندك وعند الآخرين، وحديثه دوما بغيض لا يراعي فيه دينا ولا حياء.

 

ولأن الصديق هو انسان يقضي معك الكثير من الوقت؛ سواء كان في العمل، أو في الدراسة، أو في البيت، فهو بذلك يؤثر في حياتنا تأثيرا قويا سواء بالسلب أو الإيجاب، فيكون اختيار الصديق هو اختيار لنمط حياتي، فلو اخترت صديقا متميزاً في دراسته لأخذ بيدي لأن أكون مثله، واختيار صديقا فاشلا سيجرني معه إلى طريق الفشل، فالصديق هو الرفيق الذي يرافقنا في كل الدروب، فيأخذنا معه إما إلى دنيا مليئة بالحيوية والأحلام الوردية، أو إلى الهاوية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى