أدبي

قلبٌ وفيّ

وقت النشر : 2022/05/25 02:23:56 PM

قلبٌ وفيّ

بقلم: أمل أمين الخولي

 

 

أتذكر تلك اللحظات، تمر أمام عيني طيلة

الوقت، لم يجف دمعي قط، ولو للحظه

واحدة، أتذكرني وأنا أرجو وأتوسل،

وأعتذر دائمًا دون سبب، وأهدهد، وأرسم

الضحكات على قلوبهم قبل وجوههم،

وأخفي في قلبي تلك الغٌصة والمرارة

وجبالاً من الهموم والألم كي لا أخسرهم،

أحافظ قدر استطاعتي على الود

والعشرة، وأصون عهدًا قطعته بالبقاء،

ولا أخلف الوعد الصادق الذي بُني على

اليقين.

 

أتذكر كم كنت أهين نفسي وأنا أتذلل

بالسؤال عليهم، وتلك اللهفة الدائمة التي

لم ولن تنطفئ أبدًا داخل قلبي البائس،

وأتذكرهم وقساوتهم، وجحودهم،

وكِبرهم، وغدرهم، وتملصهم من الردود،

أو تكون تلك الردود الباردة العقيمة،

المنمقة في مظهرها، بينما كنتُ أشتم عبق

الكذب منها، وأٌقنع نفسي وأرضى وأصدق

تلك الأكاذيب بمحض إرادتي فقط؛ كي لا

أخسر وجودهم، بل كنتٌ أتجه إلى السماء

بدمع عيني، أطلب من الله لهم الهداية

والمغفرة!

 

ذات صلة

كنت ضميرهم الحي، و الهبة التي أرسلها

الله فقط لأدعوا لهم بظهر الغيب، والله

ما بخل قلبي لحظة ولا لساني بالدعاء لهم

في كل صلاة، ما دعوت لهم يومًا بسوء

أو ضرر، بل كنت دومًا لهم تذكرة للحق

والواجب وهداية للخير والطريق القويم،

وظننتهم لي الصحبة والونس في

وحدتي، فاق عشمي ورجائي كل الحدود.

 

كنت كالطفلة التي تتعلق بطرف ثوبٍ واهٍ

فتمزق، ووجدتني وحدي. خٌذلت؛ فقد

كان هجرهم بلا رحمة ولا شفقة، كالنصل

الحاد الذي ننزعه من لُب القلب وأرداه

قتيلاَ أمام عينه وقت الرحيل.

 

قلبي يُدمي ألمًا وقهرًا وحزنًا. لكنني

تعلمت أن لا أتسول الاهتمام والمحبة من

أحد، الاهتمام يأتي دون طلب ودون

رجاء وإلا كان ودًّا زائفًا، فيه من المهانة

والذل مالا تتحمله قلوبنا البريئة، تلك

القلوب العفيفة التي لم تفتح أبوابها إلا

لهم فقط من باب الثقة، ليهجروها عنوة

من باب الغدر!

 

سلام على من هجرنا، ولن أتمنى لكم أن

تذوقوا من نفس الكأس أبدًا، فما تعلم

قلبي يومًا الدعاء على الأعداء، فكيف

بالله أن يدعو يومًا على الأحبة والرفاق

والصحبة؟

وألف ألف سلام على قلوب الأوفياء،

السلام دائمًا وأبدًا.

 

 

قلب وفي
قلب وفي

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى